يسعى الكثيرون لتقديم أعمال الخير لمساعدة غيرهم من الفقراء، ولإدخال السرور على قلبهم، وهناك من يقدم أعمالا مختلفة لمساعدة غيره، إذ أسس عدد من الأشخاص 'بوتيك الخير' بمدينة دسوق في محافظة كفر الشيخ، لتوزيع جميع أنواع الملابس لمختلف الفئات العمرية بشكل مجاني وبدون أي مقابل مادي.
وجاءت فكرة المشروع الخيري احتراما للمحتاجين وتقديم الملابس لهم بشكل لائق وآدمي، حيث قدم أصحاب هذا المكان عددا من الأفكار التي تدخل البهجة والسرور على قلب المحتاجين بشكل يحترم إنسانيتهم، من حيث اختيار ما يريدون إضافة إلى إمكانية اختيار أشياء معينة لتنفيذها بما يتناسب مع أذواقهم الخاصة.
وقال محمود أبوالحسن، من مؤسسي 'بوتيك الخير' بمدينة دسوق، إن الفكرة بدأت بأن الزملاء والأقارب كان لديهم مجموعة من الملابس، وكانت الفكرة أن يتم تقديم هذه الملابس للمحتاجين بشكل لائق وأدمي، متابعا: 'نحن هنا في بوتيك الخير نؤمن بفكرة لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، فالمتبرع يقدم الملابس لنا هنا، ونحن نقوم بتنسيقها حتى تقدم للمحتاجين بشكل لائق'.
وأضاف: 'لدينا هنا جميع أنواع الملابس من فساتين أفراح وخطبة، وغيرها لكل الأعمار، وجميعها يقدم بشكل مجاني، ونحن لدينا هنا أيضا فكرة مختلفة حيث إن العروس تستطيع اختيار التطريز الذي يزين الفستان وفقا لذوقها الخاص ليخرج بالشكل الذي تريده، ونحن نحاول إدخال البهجة والسرور على قلوب المحتاجين، وهناك ملابس يمكن أيضا لأهل العروس أن يقتنوها بشكل مجاني من هنا، ونحاول نشر السرور على كل العائلة'.
وأكمل: 'عندما سمع الآخرون عن الفكرة، قامت العديد من المصانع سواء بمحافظة كفر الشيخ أو محافظات آخرى بالتبرع لـ'بوتيك الخير'، إضافة إلى أصحاب محال أخرون يرسلون إلينا ملابس جديدة، وكان هناك ترحيب كبير جدا من الناس بفكرتنا، ولقد افتتحنا المكان منذ 14 يوما، وهناك إقبالا شديدا على المكان هنا، ولدينا هنا ملابس للأطفال والشباب، وحجاب، حقائب، وأحذية، وغيره وهناك متبرعون عندما سمعوا عن فكرتنا أرسلوا إلينا كميات كبيرة من الملابس'.
ويتابع: 'في البداية كانت مواعيد العمل هنا طوال الأسبوع، ولكن الضغط كان كبيراً جداً خاصة فى ظل قلة عدد المتطوعين، فحددنا أياما معينة بالأسبوع حتى نقدم الخدمة بالشكل اللائق الذي نرغب به، ونحاول هنا أن غرس فكرة في عقل المتبرع وهو أن يشتري ملابس للتبرع بها عندما يذهب لشراء ملابس لأطفاله، وخصصنا بالمكان أرفف صدقة جارية للملابس'.
فيما تقول أم خالد، إحدى المتطوعات في 'بوتيك الخير': 'لدينا هنا كل احتياجات الأسرة، وجميع الأعمار بداية من عمر يوم واحد، ولدينا أيضا ملابس خاصة بالمدارس ولكن مع اقتراب الدراسة سيكون لدينا كميات أكبر منها وسيتم توزيعها، ومستوى الأشياء التي يتم التبرع بها فى حالة جيدة جدا، ونتمنى أن تكبر فكرتنا أكبر مع الوقت، والمتبرعون من أصحاب المصانع أو المحال أو الأشخاص العاديون من أماكن مختلفة وليس مدينة دسوق فقط'.