'من يؤتمن على العرض لا يسأل على المال اتقى الله فى كريمتنا'، لاقت هذه العبارة التي ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية والتي كتبها أب على قائمة المنقولات الزوجية في عقد قران نجلته بمحافظة الدقهلية، تباينًا كبيرًا بين المواطنين والأهالى على مستوى محافظات الجمهورية، وخاصة فى محافظة بني سويف والتى جاءت العديد من الآراء على النقيض تمامًا رافضة لهذه العبارة التي تفيد في التفريط في حق العروسة فى القائمة والمنقولات الزوجية.
وعبّروا أهالى بنى سويف عن رفضهم لما حدث في واقعة عقد القران، خلال رصد 'أهل مصر' لمردود هذا الأمر في المحافظة التي تمتاز بعادات وتقاليد ذات طابع خاص، حيث يرفض الأهالي تفريط أحد أولياء الأمور فى كتابة قائمة المنقولات الزوجية مكتفيا بعبارة 'من يؤتمن على العرض لا يسأل على المال'، رافضا حفظ حقوق نجلته بشكل قانونى.
وقال سيد عبدالرحمن، أحد الأهالى بمركز إهناسيا، إن ما قام والد عروس الدقهلية به أمر مرفوض بشكل كامل، مشيرا إلى أن ما فعله سيؤدى إلى ضياع حقوق الزوجة المادية، بشكل كبير دون وجود ما يحفظ حقوقها.
وأضاف أن قائمة المنقولات الزوجية تحفظ حقوق العروس ضد كل ما قد يطرأ على الحياة الزوجية وما بها من خلافات زوجية قد تنشأ لأبسط الأسباب فى مناحي الحياة الدنيا، مشيرا إلى أن ' قايمة المنقولات الزوجية ' ليست ورقة مكتوبة فقط ولكنها لحفظ حق الفتاة.
وأوضح محمود عبد الله، أحد الأهالى، أن قائمة المنقولات الزوجية تجعل الزوج يفكر ألف مرة قبل أن يقوم بفعلا قد يكسر من قيمة الفتاة، مضيفا أن القائمة تجعل الزوج يفكر فيما قام بالتوقيع عليها.
وطالب بضرورة قيام أولياء الأمور بكتابة القائمة للمنقولات الزوجية بشكل محترم مرفق بها شبكة لها، منوها أن لحظات الغضب والضيق بين الزوجين قد ينتج عنها إهدار لحقوق الزوجة، مؤكدا أن محاكم الأسرة تمتلئ يوميا بسبب ضياع حقوق الزوجة.
وقال إبراهيم كمال، أحد الأهالى، إن المهر والشبكة وكتابة قائمة المنقولات الزوجية تعتبر من العادات والتقاليد الأساسية التي تتم بكل الأحوال عند الإقدام على الخطبة والزواج بين الآهالى والمواطنين بكافة المراكز والقرى المختلفة بالمحافظة.
وأشار إلى أن هناك تباينًا في أسعار وتكاليف الزواج الباهظة، من أسرة إلى أخرى، ومن عائلة لأخرى، فهناك مطالب من جرامات الذهب تتعدى الـ100 جرام فى ظل ارتفاع أسعار الذهب، لبعض الأسر والعائلات، فضلا عن وجود من التكاليف الباهظة لأسعار الزواج الأخرى.
وأوضح أن هناك العديد من الأسر والعائلات بكافة القرى بالمحافظة، تتعدى تكاليف زواجها مئات آلاف الجنيهات والتى تتراوح ما بين الـ 500 إلى 650 جنيها، شاملة كافة المتطلبات الأساسية، من تكاليف المهر والشبكة والهدايا وتكاليف الجهاز والشقة السكنية والخطوبة وليلة الدخلة.
وأكد محمد عبدالله، أحد الأهالى بالمحافظة، على أن من أساسيات الزواج ضرورة تجهيز الشقة السكنية الزوجية، والقيام بتشطيبها بكافة الغرف بشكل كامل، فضلا عن عدد جرامات الذهب التى لا تقل عن 50 جرام من الذهب، ومهر للعروسة يتراوح ما بين الـ10 حتى الـ30 ألف جنيه، و تقديم هدية لملابس العروسة تتراوح قيمتها ما بين الـ 15 إلى 35 ألف جنيه، بالإضافة إلى تكلفة أسعار قاعات الأفراح التى تتراوح ما بين الـ10 آلاف حتى الـ20 ألف جنيه، لليلة الواحدة بليلة العرس.
وأشار إلى أن هناك بعض التكاليف باهظة الثمن تتحملها 'العروسة'، والتى تتعدى آلاف الجنيهات وخاصة في جهاز العروسة، من المطبخ ومشتملاته من 'الميلامين، ومئات الأطباق، والمعالق، والكاسات'، فضلا عن القيمة الإجمالية باهظة الثمن من الأجهزة الكهربائية، وخاصة 'مئات الملابس المختلفة ما بين ' العبايات وكافة الملابس ' والثلاجة، والبوتجاز، و الغسالة العادية، والاوتوماتك، والهاف اوتوماتيك، و الخلاط، و المكنسة الكهربائية، والمفارش الجلدية، و السجاد' والتى تبلغ مئات الآلاف من الجنيهات، مما يمثل عبئًا كبيرا وباهظ الثمن على الفتاة 'العروسة' وأهلها واسرتها.