تنتشر في كل أرجاء مدينة الإسكندرية، عادة تربية الكلاب واصطحابها والسير بها في الشوارع، كنوع من الرفاهية والفخر، حيث يحرص بعض الشباب على تربية الكلاب بمختلف أنواعها، والتنزه بها من خلال السير بها فى الشوارع والوقوف بها فى الأماكن الشهيرة، وكذلك التنزه على كورنيش بحر المدينة.
وبين مؤيد لفكرة تربية الكلاب والسير بها فى الشوارع، بدافع الرفق بالحيوان وبين معارض لتلك الفكرة بدافع الخوف من حالات العقر المتكررة وحالة الفزع والخوف التى تنتاب المواطنين المارهطة حول مشاهدتهم، قررت "أهل مصر" التحقيق فى تلك الأزمة وكشف تفاصيلها ورصد الحلول.
شهدت مدينة الإسكندرية، خلال الفترة الماضية، حالات عقر متعددة للأطفال والكبار، من الكلاب الضالة وكذلك الكلاب المملوكة لأصحابها، وهو الأمر الذى ينشأ عنه حالات كثيرة من العاهات المستديمة فضلًا عن الحالات المرضية للمعقور، إلى جانب الحالة النفسية التى تتأثر سلبًا عقب واقعة العقر، وفى المقابل تتخذ الأجهزة المعنية بالأحياء ومديرية الطب البيطرى، قرارها بالتخلص من الكلاب الضالة وإعدامهم أو قلتلهم بالسم، ومن هنا تنشأ الأزمة والاشتباكات بين المعارضين لفكرة قتل الكلاب وبين المؤيدين لفكرة التخلص من شرورهم بالقتل، فالأول ينادى بفكرة الرفق بالحيوان وحسن معاملته لأنه روح كروح الإنسان تشعر وتتألم وتحزن وتفرح، والطرف الثانى ينادي بسرعة القضاء عليهم والتخلص من شرورهم المتكررة بصفة يومية.
وبدأت رنا صابر، طالبة من سكان مدينة الإسكندرية، حديثها، بقول الله تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ"، متابعة أن الكلب روح ولا تقبل بأى حال من الأحوال قتلها واستباحة قتلها، كما نشاهد يوميا كلاب مسمومة فى مشهد مؤذى وموجع للغاية.
وأضافت "صابر": "أما بخصوص ما قد يحدث من حالات عقر للأطفال والكبار، فهناك الكثير من الحلول لمنع حدوث مثل تلك الحوادث، ومن بينها منع تواجد الكلاب الضالة فى الشوارع، وذلك من خلال قيام مسؤولى الطب البيطرى بجمعهم والتعامل معهم طبيًا، وأما بخصوص الشباب الذين يسيرون فى الشوارع مصطحبين كلاب مفترسة، هنا يجب تطبيق قرارات محافظ الإسكندرية الخاصة بضوابط السير بالكلاب، والتى تنص "يحظر على المواطنين حائزي الكلاب أيًا كان صفة الحيازة السير بها في الطرق والأماكن العامة بدون تثبيت كمامات الفك الخاصة بها ومقودة بزمام بيد حائزها ومعلق برقبة الكلب الرقم المسلسل الدال على الترخيص والتحصين البيطري، وفي حالة عدم الالتزام غرامة فورية 1000 جنيه ويتم سحب الحيوان في حالة المخالفة مع اتخاذ الإجراءات الواجبة لضبط وحجز الكلاب التي تمثل خطورة على الصحة العامة وتحمل أصحابها لكافة نفقات تقديم الرعاية البيطرية خلال فترة الحجز".
وعلى الجانب الآخر، كشف خالد حمدان، أحد مواطني الإسكندرية، واقعة مرعبة، حدثت فى إحدى قرى منطقة العامرية، عندما أقدم كلب مفترس ضال، على نهش جسد طفل رضيع دون رحمة، ولم يتركه حتى فارق الحياة وحضر والدى الطفل، وشاهدا مشهد رضيعهم يتحول إلى أشلاء، ذلك المشهد القاسي الذى مازال يترسخ بأذهانهم، وهنا انتفض شباب القرية خلف ذلك الكلب الضال ولم يتركوه حتى قتلوه.
وقال "حمدان"، إنه من الأفضل أن يتم شن حملات مستمرة فى كل مناطق مدينة الإسكندرية، للقضاء على الكلاب الضالة ومعاقبة الشباب الذى يصطحب الكلاب ويسير بها فى الشوارع ويروّع الآمنين، وذلك لمنع حدوث حالات العقر مرة ثانية، مطالبًا محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف بتفعيل قراراته فى تلك الأزمة والتشديد على المسؤولين بشن حملات متواصلة على الشباب الذين يسيرون بالكلاب دون تطبيق الإجراءات والضوابط المتبعة فى مثل ذلك الأمر، ومعقابتهم حتى نضع حدًا لمثل تلك العادات السيئة والتى تشكل خطرًا على حياة المواطنين.
من جانبه أكد مصدر مسؤول بديوان عام محافظة الإسكندرية، أن الأحياء تشن حملات على من يروعون المارة من خلال السير بالكلاب الضخمة فى المناطق العامة مثل كورنيش الإسكندرية، دون الأماكن الأخرى، لافتا إلى ضرورة الإبلاغ في المحافظة أو شرطة الخيالة في حال مشاهدة مثل تلك المشاهد.
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن المحافظة تنسق مع مديرية الطب البيطرى، للتعامل طبيا مع الكلاب الضالة دون قتلهم، حتى نحمى المواطنين من شرهم وكذلك تستخدم الخرطوش ومادة "سلفات الاستركينن" فى مكافحة الكلاب الضالة فى الحالات الخطيرة فقط، وذلك لخطورتهم الشديدة.