رحلة معاناة عاشتها في جوار شقيقها مريض الكبد استمرت قرابة 10 سنوات، تقف تنظر إليه مكتوفة الأيدي دون علاجٍ شافٍ يخفف آلامه وأوجاعه حتى فارق الحياة، لتتأثر تأثرًا شديدًا بما عاناه شقيقها من شدة المرض دون علاج، لتراودها فكرة إنشاء مستشفى خيري متخصص في أمراض الكبد لعلاج البسطاء من المواطنين بمحافظة الفيوم وكافة محافظات الصعيد حتى لا يتجرع أحد ما تجرعته من أوجاعٍ وآلام، لتصطدم خلال سعيها لتحقيق ذلك الحلم بمن يقف عثرة أمام تحقيقه، وليتوقف المشروع الخيري الذي يعمّ بالخير على الجميع.
آمال زكي محمد، 75 عامًا، بالمعاش، تقيم بمحافظة الفيوم، تروي لـ'أهل مصر' تفاصيل رحلتها ومعاناتها من أجل تحقيق مشروعها الخيري، قائلة إن فكرة إنشاء مستشفي متخصص في أمراض الكبد، جاءتها بعد وفاة شقيقها الذي عانى مع أمراض الكبد لمدة ١٠ سنوات ولم يجد علاجا، وكان أقرب مستشفي متخصص في مدينة المنصورة، وهو ما كان يكبد الأسرة عناء السفر وتكاليف أكثر، ففكرت في التبرع بالأرض لبناء مستشفى لمساعدة البسطاء في العلاج خاصة أن الفيوم من أكثر المحافظات إصابة بأمراض الكبد.
وتضيف الحاجة آمال، أنها فكرت بعد البناء في جمعية أهلية تدير المستشفي خاصة أنها مريضة شلل رعاش ظنا منها أن الجمعية ستقدم الخدمة للمرضي مجانا، إلا أنها اكتشفت أن الجمعية ليس لديها إمكانيات لإدارة المستشفى أو تجهيزه، وأن الجمعيات لا تقدم الخدمة الطبية بالمجان، فتوجهت إلي جامعة الفيوم، التي رحبت بالفكرة؛ وأرسلت لجنة من كليتي الهندسة والطب لفحص المبني ومدى سلامته وتطبيق الاشتراطات الصحية به.
وتُتابع صاحبة الـ 75 عامًا: 'تبين للجنة الجامعة أن المبني مناسب جدا وأبدت كلية الطب استعدادها لاستلام المبني وتجهيزه للعمل خلال ٦ أشهر من تاريخ الاستلام، بشرط تنازل الجمعية عن عقد التبرع الذي وقعته لصالح الجمعية، إلا أن مجلس إدارة الجمعية رفض التنازل عن التبرع وترك المبنى مهجورا يسكنه البوم والغربان'.
وتؤكد المتبرعة أنها لجأت لمحافظ الفيوم وأعضاء مجلس النواب لمساعدتها في نقل ملكية المستشفي إلي الجامعة إلا أنهم لم يقدموا حلا خلال عام مضى.
وناشدت الحاجة آمال، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، للتدخل لدى وزارة التضامن الاجتماعي لنقل ملكية المستشفى إلى جامعة الفيوم لضمان تشغيله بالمجان وبالكفاءة المطلوبة لعلاج مرضى الكبد.