تشهد مختلف مقابر محافظة الفيوم ، خلال أيام العيد الأضحي، إقبالا كبيرا من المواطنين لزيارة الموتى وقراءة الفاتحة لهم وتوزيع الصدقات على أرواحهم لكن مقابر باب الوداع هى أكبر المقابر بمحافظة الفيوم من جهة المساحة وعدد المدافن.
ملاهي ومراجيح واكسسوارات ومشروبات ترفيهية
تُعد مقابر باب الوداع هى أكبر مقابر محافظة الفيوم ومكانها بوسط المدينة، ورصدت عدسة 'أهل مصر' في ثاني أيام العيد الأضحى المبارك إقبال المواطنين على زيارة المقابر مصاحبين أطفالهم لزيارة كل عزيز وغالي فقدوا تحت التراب.
كما استعدت بعض أصحاب الألعاب استقبال الزوار لنشر البهجة والسعادة في قلوب الأطفال، وجاءت جولة 'أهل مصر' بين الألعاب لمعرفة أنواعها وأسعارها فهناك لعبة الزقازيق، وهى على شكل السواقي تعمل على شكل دوران بطريقة رأسية ولعبة النشار ببندقية ضغط هواء للتصويب على الصور ولعبة الأحصنة الدائرية، وهى عبارة عن لف بطريقة أفقية والمراجيح الشعبية وعدة ألعاب أخرى لإسعاد الأطفال وكان السعر موحد لكل الألعاب اثنين جنيه فقط.
وتجولت عدسة 'أهل مصر' بداية من باب الوداع حتى المقابر وشاهدت بائعين للفواكه وعربيات المشروبات الترفيهية وبيع المخبوزات وأصحاب براويز لبيع السلاسل والخواتم والغوش المقلدة إضافة إلي بعض الفقراء من أهل المدينة وبسبب ظروفهم المعيشية الصعبة ينتظرون الصدقات من الزوار لتوزيعها على هيئة أرغفة بها قطعة لحم مع بعض الأرز وبعض الجنيهات.
وقالت إحدى سيدات الفقراء: 'عندي خمسة أولاد ومعاشي لا يتعدى الثلاثمائة جنيه فقط في الشهر أكل أولادي منين ويوجد الكثير منا ما يعادل المائتين منتظرين الصدقات والأكل لملء بطون أولادنا من الجوع'.
وقالت حنان عباس إنها تحرص خلال أيام العيد في زيارة قبر زوجها في مقابر مدينة الفيوم لقراءة الفاتحة وتوزيع الصدقات على الفقراء، وتهذيب ونظافة القبر والمحيط الخاص به ورش المياه عليه.
اختلاط الدموع مع الفرح
وشاهدنا أثناء الجولة جموع من الزوار والدموع تملئ عيونهم وذكريات الأشخاص الذين تم فقدانهم وتركوهم وأصبحوا أرامل ومن فقد والديه وأصبحوا أيتام لكن رأينا الحزن الكبير في عيون أمهات فقدوا أبنائهم والحسرة تملئ عيونهم وانكسار أجسامهم.
كما رصدنا الفرحة والسعادة بين جموع زوار المقابر من الأطفال وشراهم لبعض المقتنيات من سلاسل وطبل وتوجهوا إلى أماكن الملاهي الشعبية بداية المقابر للعب والمرح.
وقال عم قرني، أحد زوار المقابر، إن هذه الملاهي من عصر المماليك تتواجد في الأعياد فقط وهذا من ضمن التقاليد التي ورثها الأبناء من الأجداد وسوف تستمر لسنين وسنين.
وأضاف أن في الأيام العادية تكون الزيارة يوم الأربعاء والجمعة من كل أسبوع، يوم الأربعاء لزيارة المقابر وترك الجريد الأخضر والنعناع على المقبرة، أما يوم الجمعة لتوزيع الصدقات وبعض الأطعمة فمن يقوم بإحضار أرغفة عيش به قطعة لحمة وشوية أرز ومن يقوم بتوزيع الفول النابت أو رغيف بة قطعة من السمك للفقراء الذين يصدفون بالصفوف بداية المقابر لأخذ الصدقات.
ومن جهة أخرى، قال أحد علماء الدين إن أيام الأعياد لدى المسلمين هى أيام فرحة وابتهاج وفق ما نص عليه الشرع وليست أيام للحزن والتعاسة، موضحاً أن زيارة القبور يوم العيد لا أصل لها في الإسلام.
وأوضح أن بعض الناس تقول لما أروح اعيد على الميت، كيف يحدث ذلك والميت في عالم البرزخ، هذه الأقاويل أسطورة من الأساطير لا أصل لها في الدين الإسلامي'، مشدداً على أن ما يحدث على المقابر أيام العيد هى 'بدعة منكرة'.