ولدت ضعيفة جدا، وأخبر الأطباء والدتها، أن حالتها ميئوس منها، ورضيت الأم بقضاء الله وصبرت، وعدت الطفلة مراحل النمو دون استجابة؛ فلم تحبو، وبدأت تقف على قدميها بعد مرور أكثر من عام، وجاء تشخيص الأطباء بأنها توأم ضعيف.
وروت مايسة محمد، والدة الطفلة 'أفنان'، ابنة محافظة بورسعيد ' لـ'أهل مصر' قصة معاناة تحولت بعد الصبر إلى جبر من الله سبحانه وتعالى.
تتشبث بيدى وكأنها الأمان
وقالت الأم، إنه بعد عامين ونصف قال لها أحد الأطباء، إنه لابد من إخضاعها للعلاج الطبيعى وذهبت بها إلى مركز العلاج الطبيعى وهى لا تزال متأخرة فى كل شيء، دخلت مرحلة رياض الأطفال ولكن للأسف دون أى تفاعل، ثم التحقت بإحدى المدارس الابتدائية ومن هنا تعرضت ابنتها إلى مرحلة انهيار تام لعدم التوافق مع التلاميذ الأصحاء، وبدأت تخاف من أى شيء وحدث لها تبول لا إرادى، ومنعها الأطباء من التعامل مع الأطفال الطبيعية، ومن هنا توقفت عن الذهاب إلى المدرسة، وأصبحت تهاب كل شيء لدرجة أنها لا تترك يدها بل تتشبث بها وكأنها لها 'الأمان'.
التحاقها بالمنتخب
وأضافت الأم: 'عرضتها على طبيب مخ وأعصاب واكتشفنا أنها تعانى من ضعف فى الجانب الأيمن وكهرباء فى المخ، بالإضافة إلى تشخيص حالتها بأنها 'توحد'، وبدأت أذهب بها إلى جلسات تخاطب، اتعرفنا فى مؤسسة التخاطب على الكابتن محمد تمام، وبدأنا فى عمل نادى 'ies ' 'نادى التثقيف الفكرى'، وكان مكون من مجموعة من ذوى الهمم، وبدأ في إعداد بطولة وقلت للكابتن 'بلاش أفنان تطلع معاك لأنها لن تسطيع أن تحقق أى شيء ولن تحقق أى إنجاز ولكن ربنا أكرمها بميداليتين ذهبيتين فى أول بطولة لها ودخلت بطولى التميز واتميزت فى بطولة الجمهورية وكأس مصر ثم التحقت بالمنتخب'.
كرمها الرئيس السيسى بوسام الجمهورية من الطبقة الأولى
وتابعت والدة الطفلة أفنان: 'و فى عام 2019، أفنان حصلت على ميداليتين ذهبيتين وحققت المركز الأول على العالم فى أستراليا ربنا أكرمها فى 800 متر و1500 متر، وكرمها الرئيس عبد الفتاح السيسى ومنحها وسام الجمهورية من الطبقة الاولى وتم دعوتها من رئاسة الجمهورية لحضور مؤتمر حياة كريمة مع كبار الشخصيات والمحافظين، وبالنسبة للدراسة فهى فى الصف الأول الإعدادى وأملى فى ربنا أنها تكمل مشوارها التعليمى'.
الأم تلتحق بالنادى كإدارية لتتابع حالة ابنتها
وعن طبيعة عمل الأم، أوضحت أنها كانت لا تعمل ولكن أصبحت إدارية بالنادى؛ لأنها تشعر بالأمان بجوار الأطفال من ذوى الهمم، وقالت والدة أفنان: 'وأنا فى النادى أشاهد حالات أصعب من حالة ابنتى ولذلك دائما أقول الحمد لله على كل حال وفى كل الأحوال، والتواجد مع الحالات الخاصة جميل راضية بقضاء الله وده اختبار من ربنا لى، أنها تغلبت عن إعاقتها التى كانت عبارة عن إيماءات دون الحركة وبدأت تتكلم وتمشى'.
واختتمت الأم حديثها قائلة: 'أفنان طفلة صغيرة عمرها لا يتعدى الـ 14 عاما وأثبتت لى أنها بطلة وتحملت الكثير'.
الكابتن محمد تمام: كل طفل ذو إعاقة هو بطل الحكاية
وقال الكابتن محمد تمام، وهو البطل الحقيقى للقصة والمدير الفنى لنادى ies: 'أفنان تدربت معى منذ 10 سنوات وكانت لا تترك يد والدتها وكانت تحدى بالنسبة لى وكانت لا تتحمل السفر والآن تسافر بمفردها لحضور بطولات دولية، شاهدنا البطولة فجرا ولم نتوقع أن تحصد ميداليتن ذهبيتين بل كانت أكبر أمنياتنا أن تحصل على ميدالية واحدة برونزية أو تحقق أى مستوى لكن لم نتوقع أن تحقق المركز الأول على العالم، ومن بعدها تطور طموحنا وأصبحنا نحلم بالأشياء الكبيرة حتى نحقق الأكبر منها وحسين الجسمى غنى لهم أغنية 'بطل الحكاية" وأفنان كانت موجودة فى هذه الاحتفالية'.
كل أسر ذوى الهمم عائلة واحدة
وأضاف تمام، أن الطفل يعتبر بطل لأنه تحرك واستطاع القيام من على كرسى الإعاقة وبطل آخر لم يستسلم للمشكلة التى يعانى منها ولم أقل كلمة 'إعاقة'، الحمد لله أفنان حلت مشكلتها بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل أسرتها وزملائها وأولياء الأمور؛ فنحن 'العيلة ' كاملة نحن جميعنا 'قادة' أنا اشتغل مع الأطفال 10% وولى الأمر مهمته 90% لأن أى حكاية تبدأ من الأسرة والقصة لها أكثر من بطل، متابعا: 'والدة أفنان أكثر واحدة تعرف مشاكل الفريق وكان لابد وأن تكون هي المسؤولة عنهم'.