تزايدت في الآونة الأخيرة، أنباء صعبة عن العنف الأسرى وخاصة جرائم قتل الأزواج والزوجات، تلك الظاهرة التى بدأت فى التفشى مؤخرا، وذلك بسبب خلافات أسرية أو عدم الإنفاق.
ومن هنا فتحت 'أهل مصر' ملف العنف الزوجي؛ لرصد أهم الجرائم وأبشعها فى محافظات مصر للوقوف على الأسباب الحقيقية لتلك الجرائم، وكانت محافظة الغربية واحدة من أهم المحافظات التى انتشرت بها تلك الجرائم على الساحة مؤخرا، ففى أسبوع واحد شهدت المحافظة جريمتى قتل هزت الشارع أحدهم بقرية كفر الديب مركز زفتى، حيث سمع الأهالى صراخاً وعويلاً فى منزل الضحية 'شيرين'، فتوجهوا إلى المنزل ليجدوها غارقة فى دمائها، وأسرعت النساء لسترها ومحاولة إنقاذها فى الوقت الذى وقف فيه الزوج ممسكاً بأداة الجريمة 'السكين' والدماء تسقط منها ثم أمسك بهاتفه المحمول واتصل بحماته التى تسكن فى نفس القرية وأخبرها بكل هدوء أنه قتل ابنتها ثم توجه لمركز الشرطة لتسليم نفسه هناك.
أقوال شهود عيان على الجريمة
وأشار الأهالى إلى أن المجنى عليها كانت على خلاف دائم مع زوجها وتركت المنزل قبل الواقعة بعدة أشهر ثم عادت على أمل أن تنصلح الأمور بينها وبين زوجها الذى كان يعاملها بقسوة ولا يصرف عليها فطلبت الطلاق منه لكنه رفض وقام بالتعدى عليها أكثر من مرة وكان الجيران يتدخلون للصلح بينهما حفاظاً على العشرة لكنه لم يستجب إليهم.
وأكدوا أنه قبل الحادث كانت المجنى عليها تتحدث مع والدتها عبر الهاتف لتشكو لها من تصرفات زوجها التى لم تنته وأخبرتها أنها ستترك المنزل، وقامت عقب ذلك بتجهز حقيبتها لترك المنزل مرة ثانية فدخل عليها الزوج الذى استشاط غضباً عندما وجدها تجمع متعلقاتها وتصر على ترك المنزل فحدثت بينهما مشادة كلامية قام على أثرها الزوج بإحضار سكين من المطبخ وانهال بها على زوجته بينما كانت الطفلة الصغيرة تصرخ من هول المنظر فسمع الجيران صوت استغاثتها وحاولوا التدخل لإنقاذ الزوجة لكنها سقطت على الأرض مغشياً عليها وسط بركة من الدماء وقام زوجها بالاتصال بحماته قائلاً لها: 'أنا قتلت بنتك علشان تحرم تطلب الطلاق تانى'، وأغلق الهاتف ثم قام بتسليم نفسه للشرطة.
جريمة بشعة تهز أرجاء المحلة الكبري فى عيد الأضحى
فيما شهدت مدينة المحلة الكبرى، فى إجازة عيد الأضحى جريمة مماثلة لسابقتها، حيث أقدم زوج على تهشيم جمجمة زوجته بشومة، ولم يكتفى بذلك بل ذبحها بسكين مطبخ.
جلست 'رحمة' داخل غرفة نومها كاتمة ألمها، بعد انتهاء مشاجرتها مع زوجها، نتيجة المشكلات المتكررة التي تملأها خوفا وفزعا، لم تكن تعلم أنها آخر لحظاتها في الحجرة ذاتها، وأمام أعين الصغار، لتنتهي حياتها بطريقة «بشعة»، غير مدركة تربصه بها، وفي لحظات معدودة، يهوى على رأسها بشومة تفقدها توازنها، تهشم رأسها في ثوانٍ، مستكملة جريمة الشنيعة، بذبح رقبتها.
وقال شهود عيان أن الزوجين دائما الخلاف، حيث ارتفعت أصواتهم منذ صباح يوم وقفة عيد الأضحى بسبب مصروفات البيت، وتنتهى بصمت ظل قرابة النصف ساعة، ليدوى صراخ الصغار فى أرجاء المنزل، فتجمع الجيران، والذين وجدوا الضحية غارقة فى دمائها، مذبوحة ووجهها غير ظاهر الملامح.
وأضافوا أن زوجته تساعده فى المصاريف، إلا أن يوم الحادث وقع خلافا شديدا نهرته الزوجة ووصفته بعدة صفات غير لائقة، الأمر الذي دفعه إلى التعدى عليها بالضرب ومن ثم قتلها بصورة بشعة.
آراء متخصصين في جرائم العنف الزوجى
وعلى صعيد متصل، قالت 'مريم منير' أخصائية علاقات زوجية بالمجلس القومى للمرأة، إن من الأسباب الرئيسية للعنف الأسرى، الانفصال بين الزوجين أو التهديد به وعدم شعور الأبناء بالترابط الأسري والاستقرار، ومن الأسباب أيضا عدم تربية الأبناء على السلوكيات والأخلاقيات الحميدة، والصراخ والعنف وأخذ الحق بالقوة.
وأضافت أن الأسباب الاقتصادية تعد عاملا كبيرا من عوامل العنف الزوجى، حيث ينفق عدد كبير من الزوجات على الأسرة، وهو ما جعل الرجل فى دور غير المتحكم فى زمام الأسرة، مما يبعث فى نفسةه الشعور بالدونية.
وفى المرتبة الثالثة، تأتى الحالة الجنسية وجرائم الشرف من الأسباب الرئيسية للعنف الزوجى سواء الأزواج أو الزوجات، وخاصة فى الريف، حيث قد يقتل زوج زوجته أو العكس بسبب كلمات قالها البعض عن السيدة أو الرجل.