صرخات تتعالى يوميًا من أهالي جزيرة السمطا في قنا، بسبب الحياة التي حكم عليهم الزمن العيش فيها، تلك الجزيرة الغارقة بمياه نهر النيل وزاد منسوب المياه داخل منازلهم بعد الزيادة التي شهدها نهر النيل هذا العام بسبب هطول الأمطار في بعض الدول الأفريقية، لذا استغاثت الأسر بالمسئولين لإنقاذهم وإنقاذ أطفالهم من الغرق أو سقوط المنازل عليهم.
غرق جزيرة السمطا
ورصد ' أهل مصر' خلال بث مباشر على صفحة الموقع عبر 'الفيس بوك' جزيرة السمطا والتي تقع بمنتصف نهر النيل بين قرية المراشدة ومركز دشنا، والتي بدأت إقامة المواطنين فيها منذ 100 عام يسكنها 15 أسرة تقريبًا حاليًا، جميعهم يعملون في صيد الأسماك، يقيمون في منازل طابق واحد وطابقين من الطوب اللبن وآيلة للسقوط، وغير مرخصة لا يوجد بها كهرباء أو وصلات مياه، يعيشون مأساة ومعرضين للموت في أي لحظة، لذلك وجههوا استغاثاتهم لدخولهم في مشروع حياة كريمة وبناء منازل لهم خارج الجزيرة، خلال السطور التالية سوف نوضح القصة كاملةً.
صرخات سكان جزيرة السمطا
'إحنا ميتين بالحياة' بهذه الجملة بدأ فاوي سيد عبدالعال، صياد، في الخمسينات من عمره، أحد سكان جزيرة السمطا، حديثه عن المعاناة التي يعيشها مع أسرته داخل الجزيرة الغارقة بمياه النيل، مشيرًا إلى أن منسوب المياه داخل المنازل يتخطى المترين في ارتفاعها، لذلك يضعون قوالب من الطوب الأحمر في الأرض حتى تعلو المياه ويستطيعوا الدخول عليها للطابق الثاني، وأن جميع سكان الجزيرة الغارقة صيادين ليس لهم سوى دخلهم اليومي والذي لا يتخطى المائة جنيه لا يكفي مستلزماتهم.
وأضافت أقسام أبوالحمد موسى، ربة منزل: 'ترضي مين العيشة اللي عيشينها' حيث أنهم منذ فترة طويلة قدموا بطاقة الرقم القومي لديهم لأحد المسئولين لمساعدتهم في بناء منازل لهم خارج الجزيرة الغارقة الغير قانونية ولكن لا حياة لمن ينادي، فالسيدات فيها يعيشون وسط المخلفات النيل لمساعدة أزواجهم في الصيد وييستقلون القوارب الصغيرة للخروج من الجزيرة إلى مدينة دشنا لشراء مستلزماتهم واحتياجات منازلهم، منذ سنوات ويعيشون تلك المعاناة ولا أحد من المسئولين ينظر إليهم بعين العطف والشفقة.
وذكر حماده جعفر أحمد، من سكان الجزيرة الغارقة، أنهم ليس في استطاعتهم شراء منازل في المدن لذلك لجأو لجزيرة السمطا وعاشوا فيها منذ سنوات طويلة في فصل الصيف المياه تحاصرهم بسبب زيادة النيل، وفي الشتاء يأكلون من خيرها حيث يزرعون جميع الأراضي التي أمام منازلهم قمح ويستفيدون منها، لكن هذا العام زيادة منسوب مياه النيل غير كل عام فالمنازل جميعها غارقة ولم يزرعون شيئًا فاحتياجاتهم زادت وخوفهم من الموت الذي يقترب منهم ومن أطفالهم يوميًا زاد ولا يعلمون إلى من يلجأون أو يستغيثون فهم لديهم أراضي لكن يحتاجون من يبني لهم منازل عليهم كونهم لا يستطيعون تكلفة البناء.
استغاثة سكان جزيرة السمطا
وفي ختام حديثهم مع 'أهل مصر' وجهت الـ 15 أسرة استغاثاتهم إلى اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا والدكتور حسين الباز وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، والمسئولين بمركز دشنا، للنظر إليهم وادخالهم في برنامج حياة كريمة لإنقاذهم وإنقاذ أطفالهم من الموت الذي يلاحقهم يوميًا سواء من الغرق بسبب زيادة منسوب مياه النيل، أو من المنازل الآيلة للسقوط، أو من الحشرات الضارة والأفاعي التي تقتحم منازلهم مع مياه النيل 'اغيثونا إحنا بنموت'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
