ينتشر فى الصعيد وخاصة أسيوط الاعتماد على الأبناء الذكور والفرحة عند إنجابهم، والحزن عند إنجاب الإناث، حتى فى الميراث تنتشر العادات السيئة منها حرمان البنت، لكن القصص الإنسانية تثبت أن البنت أحن على الأباء والأمهات أكثر من الولد.
وتضرب لنا 'منه الله ' أروع الأمثلة للتضحية؛ لإنقاذ الأب من الموت عندما حدث له تليف فى الكبد احتاج معه زراعة لفص كبد، فلم تتردد للحظة من أن تتبرع له وتنقذ حياته.
منة الله صابر محمود ثابت، طالبة بالفرقة الثالثة قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة أسيوط، تسكن بمنطقة الأربعين بنت وحيدة على ولدين والأم ربة منزل والأب كان يعمل بالسعودية وأجريت له عملية مرارة هناك، وبعد ذلك تعرض لمشاكل فى الكبد حتى وصلت للتليف وأصبح إجراء عملية زراعة كبد للأب شيء ضروري لإنقاذ حياته، لم تتردد 'منه الله ' للحظة واحدة فى التبرع بفص الكبد لوالدها كأقل ما يمكن أن تقدمه له عرفانًا وتقديرا له، وأجريت التحاليل الطبية اللازمة التى أكدت تطابقها مع والدها دون أخواتها.
وقالت منة الله، إنه لا فرق بين بنت أو ولد، الأهم أن التحاليل تكون متطابقة بعد إجراء أشعة مقطعية على الكبد والتأكد من تطابق الأنسجة، واستغرقت 3 أشهر في إجراء التحاليل الطبية للتجهيز للعملية، مضيفة: 'كنت أذهب للكلية بشكل طبيعى ولم يشعر أحد بشيء حتى جاء وقت العملية وبدون خوف أو قلق للتبرع بفص الكبد إلى والدي؛ وكل تفكيري الاطمئنان على أبي وليس على نفسي'، حيث استغرقت العملية 10 ساعات.
وأضافت أن حالتها الصحية، أصبحت جيدة عقب خروجها من المستشفى وتماثلها للشفاء، مشيرة إلى أنه عقب الإفاقة من العملية كان أول سؤال للأطباء عن الحالة الصحية لوالدها الذي أكد الأطباء أنه بصحة جيدة وأن العملية نجحت، حيث طلبت منهم رؤيته، معلقة: 'كنت فى أسعد اللحظات لأني كنت سبب بعد ربنا لتخفيف عنه الألم'.
واختتمت حديثها قائلة: 'أتعجب من الأبناء الذين لا يساعدون أبائهم وأمهاتهم للتخفيف عنهم ألم المرض!، ساعدوهم على طول بدون أي تردد، وأنا أقول لوالدي حمدلله على سلامتك وشكرًا على تعبك وتربيتك'.