'وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فأما الزبد فيذهب جفاء'، صدق قول المولى عز وجل، إن ما ينفع الناس يمكث ويبقى في الأرض إلى أن تنتهي الدنيا وما عليها، وما عدا ذلك فيذهب كأن لم يكن ولم يبقي ذكرى أو أثر.
وتجسد سيدة شرقاوية نموذجا لمن أطلق الله عليهم إن خيرهم وعملهم يبقى في الأرض ويمكث إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إذ آثرت الناس على نفسها ومنحتهم أملاكها ليستفيدوا منها، طامعة في حب الله وحب الناس، زاهدة في الدنيا ونعيمها.
سيدة شرقاوية تتبرع بأموالها لصالح أبناء قريتها:
هي السيدة إحسان نوفل، إبنة قرية 'جهينة البحرية" التابعة لمركز ومدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، أرادت أن يحيا أبناء قريتها حياة كريمة، وخير ما سعت إليه أن تجعل في الأرض لله بيتا يُذكَر اسمه فيه، فقررت التبرع ببناء مسجد وتم افتتاحه أمام المصلين وتم ضمه لوزارة الأوقاف.
تبرعت لبناء مسجد ومدرسة لأبناء القرية:
ولم تتوقف عند بناء المسجد، بل أرادت أن تبني بيوتا لا عماد لها إلا بالعلم والمعرفة، وبناء أجيال وراء أجيال تتوارث العلم، فقررت التبرع بقطعة أرض ملكا لها تبلغ ثمانية قراريط، وذلك لبناء مدرسة إعدادي لتضم أبناء القرية والقرى المجاورة، وبذلك أسست البنية التحتية لمدرسة تعليم أساسي تبقى لها صدقة جارية مع كل حرف يتعلمه طفل، وأجرا عظيما تشاركه مع كل معلم في منزلة الرسول، لكونه يعلم أجيالا.
التبرع بقطعة أرض لبناء مقابر للموتى لصالح الأهالي:
لم تكتفِ السيدة إحسان والتي لها نصيب من اسمها، فهي المحسنة بلا حساب والمعطاءة بلا مقابل، فهي لم تفكر وحسب في الأحياء بل أرادت الاحسان إلى الأموات أيضا، بالتبرع بقطعة أرض تصل لنحو 12 قيراط لأهالي قريتها ليشيدون عليها مقابر، وأرادت بذلك سترا للمتوفين ورحمة بالأحياء الذين يقطعون مسافات بعيدة لأطراف القرية وصولا إلى المقابر لدفن موتاهم.
سيدة إستطاعت أن تجعل اسمها أبرز صفاتها:
وهكذا اعتادت السيدة إحسان نوفل سيدة البر والإحسان أن تحسن إلى أهل قريتها وتعطيهم من مالها لتتاجر مع الله وتجارتها رابحة فما أحب الأعمال التي تقوم بها وأقربها للخير، وبهذا تستحق أن يطلق عليها سيدة البر والإحسان.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
