في شرق محافظة الفيوم حيث موقع صناعة 'الذهب الأسود' الفحم، والذي يعجّ بعمال اتشحت وجوههم وملابسهم بالسواد غير ملامحهم أمام مكامير الفحم لعشرات الساعات يوميًا من العمل الشاق.
تلال من رماد الفحم، وحفر مغطاة بقش الأرز والتراب، وعمال يستخدمون الغرابيل في تطهير الفحم من الشوائب، وآخرون يملأون الأجولة بالفحم ويرصونها فوق بعضها، فيما تقف سيارة نصف نقل تقوم بتحميل الأجولة لنقلها إلى محافظات أخرى، هكذا يبدو المشهد والذي رصدته عدسة 'أهل مصر' في جولة أجرتها وسط صانعي الفحم بمحافظة الفيوم.
يقول محمود رجب، أحد عمال الفحم، إنه ورث المهنة عن والده فجميع أهل قريته يعملون في مكامير الفحم أو تجار للفحم ويبلغ عددها 11 مكمورة فحم موجودة بالقرية كمصدر دخل لأكثر من 300 عامل فيها، بخلاف السائقين الذين ينقلون الفحم من المكامير إلى التجار.
وأضاف أنّ تصنيع الفحم يمر بمراحل كثيرة، فالبداية تكون بشراء أشجار المانجو، والبرتقال، والكافور، والجزوارين، والزيتون، بـ 800 جنيه للطن، ثم يشترون قش الأرز من محافظات الوجه البحري، بعد ذلك يتم تقليم الأخشاب وتهذيبها بالمنشار، ثم يتم نشرها في الشمس لتجف، وتستغرق أشجار المانجو 25 يومًا لتجف أما باقي الأشجار تستغرق من 30 إلى 40 يومًا.
وتابع علي منصور أحد عمال الفحم أنه يتم دفن الأشجار في حفرة عميقة في باطن الأرض، وتغطى بقش الأرز، ثم بالتراب، ويتم إشعال النيران فيها لمدة 25 يومًا كي تحترق كافة الأخشاب وتتحول إلى رماد، ثم يزيلون التراب، ويرشون الماء فوق الرماد، ويغطونه بغطاء بلاستيكي كبير.
ويشير جمال منصور أحد عمال الفحم، إلى أن المرحلة الأخيرة من تصنيع الفحم هي الأهم لتصنيف درجات جودة الفحم يقوم العمال بغربلة الفحم لإزالة الشوائب منه، ثم يتم تعبئته في أجولة، ويأتي التجار لشرائه بـ 3300 جنيه للطن الواحد.