«فؤاد آر بي چي» بطل الشرقية يروي ذكرياته عن نصر أكتوبر: «كنت عريس جديد وفضلت على الجبهة 9 سنين»

فؤاد عبد المنعم أحد ابطال حرب اكتوبر
فؤاد عبد المنعم أحد ابطال حرب اكتوبر

شارك عدد كبير من جنود مصر البواسل في حرب أكتوبر المجيدة، لكن لم يحظوا بتسليط الضوء عليهم، ولم يذكرهم الإعلام ليس نكرانا لدورهم الباسل في الحرب المجيدة والنصر، وإنما لعدم سعيهم للظهور في الصورة، فمن بين هؤلاء الجنود الذين لم يعرف بهم أحد، فؤاد عبد المنعم المقيم بمحافظة الشرقية، والذي يبلغ من العمر نحو 74 عاما.

روى عبد المنعم، في حديثه لـ'أهل مصر'، مسترجعا بفخر ذكريات 9 سنوات مرت عليه منذ أول عام التحق به في الجيش المصري، إذ التحق بالكتيبة 43 صاعقة الفصيلة الثانية السرية الثانية، مؤكدا على اعتزازه بالسلاح الذي كان له كلمات في سطور نصر أكتوبر المجيدة، تلك الكتيبة دائمة التدريبات العسكرية لما تتطلبه من لياقة بدنية عالية، وكان التحاقه يوافق عام النكسة الموافق لسنة 1967 وحتى بعد انتهاء حرب أكتوبر بعام.

وقال عبد المنعم: 'كنت ما زالت عريسًا جديدًا وتزوجت بفتاة أحلامي تلك التي كنت أمني نفسي بها طيلة سنوات عشنا فيها أعظم قصة حب، لافتا إلى حزن زوجته لتركها، لكنه تغلب على مشاعر الرومانسية ليلبي نداء الوطن، وتم تدريبي ضمن باقي الجنود لمدة 45 يوما، وكانت الجيش رفع درجة الاستعداد القصوى'.

وتابع: 'دخلت الجيش وبعد وقت قليل أصاب الحزن مصر كلها بسبب نكسة 67، معلقا: 'كانت الهزيمة دافع للصمود والإصرار، ولم ننكسر واستعد الجنود للحرب وأصبحنا قادة وجنودا وشعبا يدا واحدة وعلى قلب رجل واحد، معلقا: 'كل تفكيرنا ناخد ثأرنا وكان أول اشتباك لنا مع العدو، موقعة رأس العش، ومنعنا الصهاينة من دخول بورفؤاد'.. حسب تعليقه.

وأشار عبد المنعم إلى استشهاد شقيقه الأصغر في الحرب، وأنه حتى لم يتسلم جثمانه، فيما كانت أسرته تشعر بالحزن بل قريته بالكامل نتيجة استشهاد ابنائها، إلا أنهم كانوا في حالة صبر أمدهم الله بها فالعزة والكرامة وحق الشهداء لن يأتي إلا بالنصر'.. حسب قوله.

وشعر بالفخر رغم مرور أكثر من 50 عام على النصر المجيدة؛ لأنه كان شاهدا على التاريخ مشاركا في رفع اسم مصر خفاقا، لافتا إلى حصوله على نوط الشجاعة بعد انتصارات، حققها سلاح الصاعقة آنذاك في غارة في عام 69 في لسان بور توفيق والنصر في 73.

وأضاف: 'لقنت الجنود المصرية للعدو درسا وأدهشت العالم حينئذ، وأعطيناهم صفعة على قلوبهم، بالانتصار، مسترجعا أيام ما قبل الحرب، أن الجنود وقتها لم تعلم توقيت الحرب، بينما كانوا على جاهزية واستعداد في أي وقت للقتال، معلقا: 'كنا بننام ونصحى نحلم بالحرب وكنا على أحر من الجمر منتظرين.. حسب قوله.

وتابع: 'عرفنا يوم 6 أكتوبر الساعة 2 ظهرا إننا بنحارب، والعدو أطلق علينا النيران، بينما سلاحي كان مكتفي بالدفاع، وأخدنا أمر الساعة ٦ مساء، بالهجوم على العدو، والقائد أمرني بإطلاق النار من الأر بي جي على دبابة، وكنت غاية السعادة أن أقتل أعداء الوطن وانتقم للشهداء والأرض.

واختتم بطل أكتوبر، تصريحاته: 'رفعوا الراية البيضاء، وقتها زميلي رفع العلم المصري، وأنا رميت العلم الإسرائيلي بعد ما ممزقته، أنا وزمايلي أسرنا ٣٦ جنديا إسرائيليا، وقتلنا ١٠ غيرهم، ولقينا الصحفيين حوالينا، بيصوروا الحدث العظيم، مع تواجد الصليب الأحمر الدولي، وانتهت المعركة بعد أحداث النصر التي سجلها كل جندي مصري، ويشهد على تضحيته دماء المصريين وبسالتهم، ويختتم نزلت إجازة بعد المعركة بـ٤ شهور، بعد اتفاق الكيلو ١٠١ (الثغرة)، ورحت لأولادي الثلاثة اللي خلفتهم، أثناء خدمتي في الجيش، ومبنساش لمة أهل البلد وهما بيستقبلوني، ويبوسوا رأسي زي كل جندي مصري كانت الأهالي بتعامله، وكأنه يوم زفافي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً