لُقب بـ«طبيب الأحذية».. حكاية عم «جابر» ورحلة 61 سنة (إسكافي) بكفر الشيخ (صور)

جابر مصطفى
جابر مصطفى

عشق مهنته كثيرا، ولم يفكر أن يتركها ولو للحظة، 61 عاما هي مدة عمله بمهنة تصليح الأحذية، ورثها على خاله، وبدأ العمل بها وهو في الرابعة من عمره، يرى أن حب المهنة هو سر النجاح الرئيسي، ولقب ب'طبيب الأحذية' لإتقانه لصنعته على أكمل وجه.

إنه جابر مصطفى، ابن مدينة دسوق، والذي ذاع صيته في كأقدم مصلح للأحذية بمدينة دسوق، ويأتي إليه الزبائن من كل مكان لإصلاح أحذيتهم خاصة مع بدء العام الدراسي، أحب مهنته كثيرا، واستطاع من خلالها أن يعلم أبنائه حتى حصول على مؤهلات عليا، إلا أنه لم يورثهم المهنة لأنهم يرغبوا بذلك فترك لهم حرية الاختيار.

يقول 'جابر' لـ'أهل مصر': 'أعمل في هذه المهنة منذ 61 عاما، ورثتها عن خالي، وبدأت العمل بها عندما كان عمري 4 سنوات، ولقد أخترت العمل بهذه المهنة لأنني أحبها ولم أفكر في أن أبحث عن مهنة آخرى، طول عمرى بحب الصنعة دى، وربنا وفقني فيها'.

لم أفكر فى ترك المهنة أبداً

ويضيف: 'لم أفكر أبدا في ترك هذه المهنة، وأنا أعمل في تصليح جميع أنواع الأحذية، من أكثر الصعوبات الموجودة بهذه المهنة الأحذية المستوردة فهي مجهدة في التعامل معها، وتستغرق وقتا طويلا، ولكن لأنني أمتلك خبرة طالت لسنوات فى هذه المهنة فأنا أستطيع التعامل معها بسهولة، أما الأحذية الأسهل في التعامل معها فهي الأحذية المصري، ولا تتطلب مجهودا كبيرا'.

صعوبات المهنة

ويكمل: 'الأسعار هنا فى المتناول، فالشخص الذي يأتي لإصلاح الأحذية تكون ظروفه صعبة، ما اختلف في المهنة حاليا عما قبل هو أن أسعار إصلاح الأحذية قديماً كانت بسيطة، أما الآن فالأحذية سعرها مرتفع، ولابد أن أتعامل معها بحذر شديد، لأن الحذاء إذا تلف سيطالب صاحبه بحذاء بديل، وسيكون سعره مساوِ لما حصلت عليه طوال اليوم'.

تصليح الأحذية هى مهنتى الوحيدة طوال عمرى

ويضيف: لابد من معاملة الزبون معاملة طيبة، ولابد من إتقان العمل بالشكل المطلوب حتى أحافظ على سمعتى بين العملاء، إذ لابد أن يخرج العميل من المحل وهو راض عن نتيجة عملى، وتابع: كانت هذه المهنة هى مهنتى الوحيدة، ومصدر الدخل الذى اعتمدت عليه فى تربية أبنائى حتى حصلوا على مؤهلات عليا.

علمت أبنائى من هذه المهنة

وأردف: أبنائى خريجى كليات التجارة، والتربية، والألسن، وتابع: لم يحب أبنائى العمل بهذه المهنة، فلقد أرادوا أن يلتحقوا بالتعليم، ولقد تركت لهم حرية الاختيار ولم أجبرهم على العمل بها، ومن الصعوبات التى تواجه هذه المهنة حالياً أنها بدأت فى الانقراض وأصبحت مقتصرة على كبار السن الذين يعملون بها وورثوها.

المهنة فى للانقراض

ويقول: الشباب حالياً لا يفضلون العمل بهذه المهنة ولا يقبلون عليها، 'طبيب الأحذية' هو اللقب الخاص بى، والزبائن هم من أطلقوه على، لاننى أقوم بعملى فى تصليح الأحذية على أكمل وجه، وأصبحت مشهوراً بهذا اللقب، وإتقانى لعملى أثبت هذا اللقب.

خالى علمنى أسرار هذه المهنة

واختتم حديثه ل'أهل مصر' قائلا: سر نجاحي واستمراري بهذه المهنة هو حبي لهذه المهنة، فأنا لم أكرهها يوما، فخالي هو من علمني هذه المهنة، وأخبرني أننى إذا أحببن هذه المهنة ستحبني، وإذا كرهتها ستكرهني، وقام بتعليمي كيف أتعامل من الزبائن وكل شيء عن هذه المهنة'.

WhatsApp
Telegram