نموذج للطفل الموهوب الذى تحدى الصعاب، حفظ كتاب الله كاملاً وهو فى التاسعة من عمره، ليبدأ بعدها طريقه فى تعلم القراءات، يمتلك لباقة الحديث، ويحب أن يحفظ الأحاديث الشريفة، فقد بصره وهو فى عمر العام، وعجز الأطباء عن معرفة سبب ذلك.
محمد.. الأول على كفر الشيخ فى حفظ القرآن الكريم
محمد خيرى عبدالحميد، ابن مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، وصاحب الـ10 سنوات، والطالب بالصف الخامس الإبتدائى، كرمه اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ منذ أيام لحصوله على المستوى الأول بــ حفظ القرآن الكريم على مستوى المحافظة، وشعر بالسعادة وقتها لإحساسه أنه نجح فى الشىء الذى يحبه، ويحلم بأن يكون أستاذاً جامعياً وقارئاً فى الإذاعة.
بُعد المسافة.. عائق كبير أمام انتظامه فى الذهاب للمدرسة
عقبة كبيرة تواجهه وهى بُعد المدرسة عن مدينته، الأمر الذى يحرمه من الانتظام فى الذهاب لــ مدرسة المكفوفين ، خاصة فى ظل عمل والديه، وكل أمنياته أن يتم إنشاء مدرسة للمكفوفين فى مدينة بلطيم، لترحمه من مشقة الطريق وبُعد المسافة.
تكريم من المحافظ
يقول 'محمد'، فى حواره الخاص لـ'أهل مصر': شعرت بالسعادة عندما تم تكريمى بالمحافظة عن حفظ القرآن الكريم وحصولى على المستوى الأول، لأننى شعرت بالنجاح، ولقد اشتركت فى كثير من مسابقات حفظ القرآن، وأنا أيضاً أحب حفظ الأحاديث الشريفة، كما أننى أحب تأليف القصائد، ولقد قمت بتأليف قصيدة بعنوان أنا الأعمى.
أمى وأبى أكثر من يشجعنى
ويضيف: أحب صوت الشيخ محمد صديق المنشاوى، والشيخ ناصر القطامى، وكنت أحفظ القرآن الكريم على صوت الشيخ محمد صديق المنشاوى، ويتابع: أمى وأبى هما أكثر من يشجعنى، وأتمنى أن أستمر فى الذهاب للمدرسة، وأن يتم عمل مدرسة للمكفوفين فى مدينة بلطيم، فأنا لا أجد من يذهب معى للمدرسة بكفر الشيخ بشكل يومى، بسبب عمل والداى، ويكمل: أنا متفوق فى الدراسة، وأتمنى أن أكون أستاذاً جامعياً، وأن أكون قارئاً بالإذاعة فهذا شرف لى.
والدة محمد: أتمنى لابنى أن يكون متفوقا فى كل شىء
وتقول منى، والدة محمد، لـ'أهل مصر' إن ابنها يحفظ القرآن الكريم كاملاً، وختمه وهو فى سن التاسعة. وحصل على إجازة بحفظه، وبدأ منذ فترة فى تعلم القراءات، كما بدأ فى حفظ القرآن الكريم وهو فى الرابعة من عمره.
كفيف دون سبب طبى معروف
وأردفت: ابنى كفيف بدون سبب طبى، وذهبنا لكثير من الأطباء، وجميع الأشعات توضح أن العين ليس بها مشكلة، فهو لا توجد لديه مشكلة عضوية، إذ أنه وُلد بدون مشكلة فى عينه، ثم حدث أنه لم يعد يرى منذ أن أصبح عمره عاما، فبدأنا نذهب لكثير من الأطباء، ولكن لم يعرف أحد سبب ذلك، فنصحنا طبيب بالذهاب لأحد الشيوخ لقراءة الرقية عليه، وبالفعل تمكن ابنى من الرؤية لمدة 90 يوماً إلا أنه فقد نظره ثانية بعدها، والأطباء لا يعلمون حتى الآن سبب فقدانه لبصره.
نطالب بمدرسة للمكفوفين فى مدينة بلطيم
واستطردت: ابنى حاليا طالب بمدرسة النور للمكفوفين بكفر الشيخ، وهو يقرأ ويكتب بطريقة برايل، وأنا أتمنى أن يكون ابنى متفوقا فى كل شىء، فلقد ختم القرآن، وهو متفوق فى الدراسة أيضاً، والعقبة الوحيدة التى أمامنا أنه لا يستطيع الذهاب للمدرسة بشكل يومى، لأننى أنا ووالده نعمل فى مجال التدريس، ونحن من مدينة بلطيم بينما مدرسته فى كفر الشيخ، وبالتالى فإن المدرسة بعيدة عنا، وبحكم وظيفتنا أنا ووالده لا نستطيع الذهاب به للمدرسة يومياً، وذلك لأن مدينة بلطيم لا يوجد بها أى مدرسة للمكفوفين.
تعلمت طريقة برايل لأذاكر لابنى
وتضيف: لقد تعلمت طريقة برايل لأتمكن من المذاكرة لابنى، أما الآن وبعد أن تعلمها ابنى فأنا أذاكر له من كتب المُبصر وهو يذاكر من كتب برايل، وأتمنى أن أرى ابنى أستاذا جامعيا كما يحلم.
أتمنى لابنى أن يسافر للخارج لمعرفة سبب فقدانه لبصره
واختتمت والدة محمد حديثها لـ'أهل مصر' قائلة: لقد كرمه محافظ كفر الشيخ منذ أيام لحصوله على المركز الأول فى حفظ القرآن، ولقد حصل على المركز الأول قبل ذلك أيضاً وتم تكريمه من المحافظة أيضاً، وأنا أطالب بأن يكون هناك مدرسة للمكفوفين فى مدينة بلطيم، لأن ابنى يعانى من مشقة كبيرة بسبب بُعد المسافة، كما أتمنى أن يتمكن ابنى من السفر للخارج لمعرفة سبب فقدانه لبصره.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
