مع ساعات الفجر تستعد 'بيلا' السيدة الأربعينية لتجلس أمام منزلها البسيط تنتظر من يأتي لها بالمزارعين لقطف محصول الشطة ووضعه داخل أجولة بلاستيكية ليقوم المزارعون بتجميعها مرة أخري.
من الصباح حتى المغيب
يوم 'بيلا'، ابنة قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس في محافظة المنيا، يبدأ من ساعات الصباح وحتي المغيب، تجتهد طوال اليوم كي تتمكن من تعبئة جوال أو أثنين كي تأخذ 10 جنيهات عن الجوال الواحد هي مصدر الرزق الوحيد لها وزوجها العامل البسيط الذي يسعي للعمل لدي المزارعين لتوفير قوت يومه ليمضيا سنوات العمر معا بعد أن قدر لهما عدم الإنجاب وحرما من أي دخل أو معاش تكافل وكرامة كي يعينهما علي الحياة فاختارا سويا طريق الشقاء لتوفير لقمة العيش.
زوجي عامل باليومية ولم يقدر لنا الإنجاب
تقول 'بيلا': أعيش بالمنزل برفقة زوجي الذي يعمل عامل باليومية لدي المزارعين أو في الأعمال اليومية الأخري لم يكتب لنا الإنجاب، لذا بات مقصدنا الأساسي في الحياة توفير لقمة عيش لنا.
انتظار موسم محصول الشطة
وأضافت: منذ أن تزوجت وأنا أنتظر موسم جني الشطة الحمراء حيث يقوم المزارعين بتجميع المحصول ووضعه أمام منازل السيدات اللواتي يرغبن في العمل لتوفير مصدر دخل لهن ولو بسيط، ومن ثم تخرج النساء أمام منازلهن منذ الصباح وحتي المساء للبدء في تقطيع الشطة من الجذور.
10 جنيهات مقابل قطف الشطة
واستكملت: نقوم خلال اليوم وبحسب مجهود كل سيدة بتجميع جوال أو اثنين ومقابل كل جوال نحصل علي 10 جنيهات من المزارع تارة في نهاية كل يوم نقوم فيه بتجميع المحصول في أجولة وتارة أخري عقب قيام المزارعين ببيع المحصول للتاجر في نهاية الموسم.
نعيش على الـ 10 جنيهات من قطف الشطة
وأوضحت: أعيش علي العشر جنيهات أنا وغيري من السيدات هنا في قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس في محافظة المنيا نظرا لكونها المصدر الوحيد للقمة العيش لنا ننتظرها مرة واحدة في العام نعمل خلالها من أواخر شهر أغسطس وعلي مدار 4 أشهر تختتم في أواخر شهر نوفمبر من كل عام.
أحسن من مفيش بعد رفضي في تكافل وكرامة
واختتمت: اعتدت منذ سنوات علي هذا العمل الذي قد يجني لي القليل من المال لكنه أحسن من مفيش، لافتة إلي أنني تقدمت للحصول علي معاش تكافل وكرامة يعنني وزوجي علي الحياة لكوننا لا نملك مصدر دخل لكن لم يتم اختيارنا.