يعيش أهالي «نجع الخور» داخل منازل بدائية من الطوب اللبن معرشة بجريد النخيل ومكونة من طابق واحد به 50 أسرة تقريبًا يعملون في قص الأغنام في مركز الوقف، شمال محافظة قنا، حياتهم أشبه بالحياة التي كانوا يعيشونها المواطنين منذ قرن من الزمان فلا يوجد داخل منازلهم مياه أو أجهزة كهربائية أو كهرباء فمن آذان المغرب والظلام الدامس يحاصرهم، وحياتهم معرضة للخطر من جميع الجوانب سواء من الحشرات الضارة والأفاعي أو الذئاب كونهم يعيشون في منطقة جبلية.
حياة مريرة ومأساة يعشونها أهالي «نجع الخور» الأشبه بالأموات، ورغم ذلك لم يرحمهم أحد من المسئولين بل زادوا عليهم الهم وحزن بإجبارهم على إخلاء منازلهم كونها مقامة على أراضي ملك لهيئة الآثار دون توفير مكان مأوى آخر لهم وما يثبت ذلك تشرد الأسر التي أُزيلت منازلهم بالشوراع بمستلزماتهم ما عليهم سوى الاستغاثة لإنقاذ أطفالهم من الموت الذي يقترب منهم تدريجيّا من خطر النوم على الرمال بسبب إزالة منازلهم.
قالت ربة منزل من أهالي «نجع الخور»، إنهم يعيشون في ذلك المكان من عشرات السنين وهو وراثة عن أجدادها ولم يجدوا أي آثار فيه، فهي تُقيم في منزل من طابق واحد معرش نصفه بالقش ولا يوجد بداخله «دورة مياه»، وحياة بائسة تعيشها مع أطفالها وزوجها العامل الأجري والمهدد بالحبس في حالة عدم إخلاء مسكنهم ودفع غرامة مالية باهظة، وهم لا يستطيعون توفير قوت يومهم مستغيثة بالمسئولين : ارحموا أطفالنا الأمراض قتلتهم.
وأضاف كمال أبوشنيطة، أن محكمة الوقف قد قضت بحبس 24 مواطن من أهالي «نجع الخور» لمدة عام وغرامة 50 ألف جنيه، وذلك بتهمة التعدي على أرض تابعة لهيئة الأثار، موضحًا أن هؤلاء المواطنين ليس بأيديهم مال أو مساكن بديلة وطلبوا من المسئولين توفير مأوى لهم لحماية أطفالهم ويخرجون من المنازل المقيمين بها، لكن دون جدوى لم ينظر لهم أحد بعين الشفقة وتم إزالة منازل كثيرة وأصحابها مشردين بالشوارع ليس لهم مأوى ينامون على الرمال ومستلزماتهم ملقاة في الشوارع.
فيما وجه شاب من أهالي «نجع الخور» استغاثاتهم إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لإنقاذهم من يد المسئولين الذين لم يراعوا أطفالهم ويهددونهم بالحبس أو التشرد في الشوارع معلقًا : 'هاتولنا بديل واحنا نطلع منها فهي غير آدمية ومعرضة حياتهم للخطر فين حياة كريمة بالنسبة لنا'.
«هولع في أطفالي النار لو تم إزالة منزلي بالقوة» بهذه العبارة صرخ أحد شباب نجع الخور خلال مقطع فيديو في حالة إزالة منزله بالقوة سوف يحرق أطفاله كونه لا يملك لهم مكان بديل موضحًا الموت أفضل لهم من الحياة التي يعيشونها الآن فهم معرضين للموت يوميًا سواء من الحياة الغير آدمية التي يعيشونها أو من تهديد المسئولين لهم بإخلاء منازلهم أو حبسهم.