تتعرض الكثير من السيدات والفتيات فى أنحاء الجمهورية لجرائم مخجلة، ألا وهى 'التحرش'، سواء كان ذلك التحرش جسدي أو لفظي، إلا أنه يخلق نوع من الجرح النفسي لدى المرأة، ويؤثر عليها طوال حياتها، خاصة إذا لم تبح بتلك التجربة السيئة أو تحصل على حقها الآدمي المشروع، إلا أنه فى تقرير اليوم، تحلت إحدى ضحايا التحرش بمحافظة الغربية بالشجاعة، لرواية تجربتها المريرة والمطالبة برد كرامتها وشرفها الذين دهسهم حيوان بشرى بأقدام غريزته.
بدأت القصة بحمل نجلها بين يديها مرتدية حقيبة على ظهرها في ميدان الشون بالمحلة الكبرى، متجهة إلى أحد أطباء الأطفال للكشف على طفلها، الذي لم يبلغ من العمر 3 سنوات، وأخبرها الطبيب أن طفلها يعاني من آلام بالرئة.
تروي الأم الضحية قصتها، قائلة: 'نزلت من العيادة حاملة طفلي المريض وحقيبتى على ظهري، وبيدى روشتة الدواء، انتابتني حينها حالة من الخوف على نجلى وبالأخص أنى أعمل ممرضة بأحد المستشفيات الحكومية واعلم عواقب مرض طفلي، ومشيت وسط الميدان دون تركيز متجهة إلى موقف سيارات الأجرة واستقليت حد عربات الأجرة، وجلست في الكنبة الأخيرة بالعربة، على يسارى سيدة متوسط العمر وعلى يميني رجل يرتدي جاكت بدلة بني اللون وبنطال أسود اللون ورابطة عنق وتحركت عربة الأجرة متجهة إلى منطقة محببة ومشحمة.
وأضافت: 'على الرغم أن العربة لم تكن مزدحمة، فوجئت بأن الرجل الذي على يساري ملتصق بي، ويتعامل بطريقة ملفتة للانتباه، مما جعلنى أشعر بالريبة، فاعتقدت في بادئ الأمر أنه لص ويحاول فتح الحقيبة الخاصة بي، فرفعت حقيبتى وكانت الصاعقة أن يد الرجل بين رجلي ويتحرش بي، فأمسكت بيده، ووضعت طفلي على قدم السيدة المجاورة، ولقنته درسا إلا أنه حاول الفرار، بل وتعدى عليّ بالضرب أيضًا.
وتابعت الضحية: انتهى بنا الحال داخل قسم ثان المحلة الكبرى، وتم تحرير محضر ضده ذلك المتحرش، وقد ادعي عليه كذبا بالسب والقذف، فعلى الرغم من كون المجني عليها إلا أنى تم وضعى سدى فى الأغلال الحديد، وظللت وطفلى داخل القسم وقررت النيابة إخلاء سبيلى من القسم وعمل التقرير الطبي اللازم.
وقال صموئيل ثروت، محامى المجنى عليها، إنه تم عرض المتحرش على النيابة العامة في صباح اليوم التالي للواقعة بالتحريات التي جاءت على خلاف الحقيقة أنه (لم تتوصل لصحة الواقعة)، ولم يكن أمام النيابة سوى إخلاء سبيل مجرم يمارس أبشع الجرائم دون رادع حتى يتمادى هو وغيره من المرضى النفسيين في ارتكاب جرائم قد تكون أبشع ما يحدث، وذلك لثقتهم بأنه ليس هناك عقوبة رادعة قد تطولهم.
وأضاف ثروت، أنه سوف نطالب بإعادة التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة بالمحلات والشوارع المجاورة حتى نثبت صحة الواقعة، لردع أي شخص من التجاوز تجاه أي سيدة أو فتاة.