'15 عاما من التعب مروا و لم ادرى كيف مرت تلك السنوات، ولكن أجمل ما فيهم أننى أرى حصيلة تعبى وشقايا الآن شبابا وفتيات كبار بعد أن توفى والدهم منذ 15 عاما تاركًا لي إرثا كبيرًا من الشقى والتعب' بتلك الكلمات بدأت تروي 'أم حبيبة' السيدة البورسعيدية التى تبلغ من العمر 55 عامًا، لـ'أهل مصر' تفاصيل قصة كفاحها وعملها في 'فراشة الأفراح' لتعول أولادها.
ت
'توفي زوجي وترك لي 7 أطفال'
تقول 'أم حبيبة': بعد وفاة زوجى منذ 15 عاما وجدت فى كنفى 7 أطفال '5 بنات وولدين ' ولم يقف بجانبنا أى إنسان فكان لابد وأن أنزل لأول مرة للعمل من أجل تربية أولادى وقمت بفتح محل الفراشة الصغير الذى يضم 'عدة قليلة' لا تكفى للعمل والذى كان يعمل فيه زوجى.
'قرض بسيط سترنا ووفر لنا حياة كريمة'
وتُضيف السيدة الخمسينية: 'كان لابد وأن أُجدد فى الفراشة حتى تساير كل ما هو جديد فالزبون لن يأتى إلا على المنظر الجديد والجميل مثل إضاءات الليد وغيرها، وكذلك أسعار بسيطة ومتيسرة للجميع، فقمت بعمل قرض صغير من جمعية تنمية المشروعات الصغيرة ببورسعيد واشتريت العدة وكل فترة أسدد القرض وأقترض غيره بقيمة مالية أكبر حتى استطعت أن أشترى الأدوات المناسبة لعمل مناسبات الأفراح والمآتم والحمد لله ربنا سترنا وعيشنا حياة كريمة'.
مساعدة أولادها لها في العمل بعد تعرضها لحادث
وتُتابع 'أم حبيبة': 'أُعانى بمفردى من التعب إلا أننى أصبر من أجل أبنائى وعدم احتياجى للآخرين ومرت السنوات وكبر أولادى وقام أبنائى الاثنين الصبيان بالنزول معى للعمل لمساعدتي وخاصة بعدما تعرضت لحادث كبير جعلنى أخضع لتركب شرائح من المسامير فى إحدى اليدين وأصبحت اشتغل بيد واحدة وأبنائى يساعدونى'.
ست بـ 100 راجل
واستطردت: 'لا يهدأ لي بال إلا بالنزول للعمل والذهاب بنفسى لتركيب الفراشة فى الأماكن المطلوبة سواء كان فرح أو عزاء، وتعلمت الصبر والجَلَد لأننى قمت بدور الأم والأب فى وقت واحد، ولم أيأس من رحمة الله وكنت دائما أعرف أن الله سبحانه وتعالى سيقف بجوارى ويحافظ عليّ وعلى أبنائى والحمد لله ربنا أكرمنا جميعا وزوجت إحدى بناتى وعملت لها أجمل فرح وأنتظر أن اقوم بمهمتى كاملة ولا أطلب شىء من الله سوى أن يعيننى فيها وهى زواج باقى البنات.
واختتمت 'أم حبيبة' حديثها قائلة: 'جميع جيرانى فى المنطقة الشعبية التى أعيش فيها منطقة السلام بـحى الضواحى يحبوننى ويحترمونى ودائما أسمعهم يقولون بأننى ست بـ 100 راجل، وبحمد ربنا على ذلك ودائما أقول لن يمسح دموعى إلا يدي'.