6 أعوام مضت على غلق مستشفى الرمد أهم صرح طبي في محافظة قنا ولا يعلم أحد مصيره حتى الآن، وهو الصرح الذي يخدم 3 ملايين مواطن، والذى أصبح مأوى للقطط الضالة والعنكبوت، وتم إخلاؤه منذ عام 2015 بحجة التطوير ولا أحد يعلم من المسئول عن هذه الجريمة، بينما المواطن هو الضحية.
الملك فؤاد وضع حجر الأساس عام 1921
يقع مستشفى الرمد في موقع متميز بمدينة قنا بجوار مديرية الصحة بشارع المستشفيات، على مساحة 4 آلاف متر تقريبًا، تم وضع حجر الأساس له عام 1921 من قبل الملك فؤاد، عندما زار محافظة قنا، وكان المستشفى الأول المتخصص في أمراض العيون على مستوى الصعيد، وتم بناؤه بالجهود الذاتية من قبل مواطني محافظة قنا من مركز أبوتشت حتى إسنا بالأقصر حاليًا، وفي ذلك الوقت تبرع أهالي قنا بمبلغ 7680 جنيه لإنشاء المستشفى وخدمة المواطنين بالمجان.
ويضم المستشفى مبنى رئيسيا وآخر خدمات، بداخله عيادات خارجية ومعامل للفحوصات وقسم الجراحات والمعامل المعاونة وصيدلية وغرفة غازات إدارة وعمليات وقسم داخلي وسكن أطباء وسكن طبيبات، وسكن تمريض وحديقة.
يتغافل المسئولون بوزارة الصحة عن المعاناة والأضرار التي أصابت مرضى العيون في قنا، بعد قرار غلق مستشفى الرمد فهناك من فقد بصره لعدم وجود مكان لعلاجه، والتزاحم على قسم الرمد في مستشفى قنا العام يجبر المواطن على عدم التردد عليه مرة أخرى بسبب الضغط وكمية الخدمات التي يقدمها يوميًا.
خلاف بين الأطباء وأحد المسئولين
وقال «حسين علي»، من أهالي قنا: بما أن التطوير لم يتم حتى الآن لماذا صدر قرار الغلق، فالسنوات التي تم غلق المستشفى فيها كان أولى بها المواطن لحين بدء التطويرها، ولا نعلم إلى من نوجه استغاثاتنا وصرخاتنا التي لا يسمعها أحد.
وقال آخر كان يعمل بمستشفى الرمد قبل غلقه ورفض ذكر اسمه: في عام 2014 حدث خلاف بين الأطباء وأحد المسئولين بصحة قنا، لوجود كثافة في عدد الأطباء بالمستشفى، وأراد المسئول توزيع الأطباء بين الرمد واليوم الواحد، حيث يقضي كل طبيب بكل مستشفى 3 أيام فقط، لكن الأطباء رفضوا قرار المسئول وذلك لبعد مستشفى اليوم الواحد، فلم يرضِ اعتراضهم المسئول، ولم يكن في استطاعته إجبارهم، فاتخذ القرار بغلق مستشفى الرمد بحجة صدور قرار إزالة للمبنى وإعادة تطويره، وقام هذا المسئول بتوزيع الأطباء والعاملين بمستشفى الرمد على مستشفى اليوم الواحد، ومستشفى قنا التخصصي، ومستشفى قنا العام.
فيما اقترح أحمد سعيد، أحد الأهالي، حلًا لإنهاء أزمة مرضى العيون ورأفة بهم وأيضًا عدم تكلفة الدولة في البناء وهو بيع المستشفى الحالي لعدم تطبيق المواصفات الجديدة لبناء المستشفيات في مصر عليه وبناء صرح طبي جديد في أحد الأماكن المملوكة لمديرية الصحة في قنا، أي تكلفة البيع يتم بناء مستشفى رمد جديد لخدمة 3 مليون مواطن.
من جانبه، كشف مصدر مسئول بمديرية الصحة بقنا، أنه في البداية صدر قرار ترميم لمستشفى الرمد وإزالة جزء من السور ضمن المنشآت الآيلة للسقوط، واعتمد القرار من محافظ قنا في يناير من عام 2015، وتم إخلاء المبنى في مايو عام 2015، ونُقلت الخدمة إلى المستشفى التخصصي واليوم الواحد وبعد تحويله مركز لعلاج الأورام نقلت الخدمة إلى مستشفى قنا العام.
وأضاف أنه في عام 2017 تم مخاطبة كلية الهندسة جامعة الأزهر بقنا لعمل تقرير عن حالة المبنى وأفاد هذا التقرير أن مستشفى الرمد لا يصلح للترميم ويحتاج إلى إحلال، لذلك تم مخاطبة لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بالمحافظة لإصدار قرار إزالة للمبنى ولم يتم الرد حتى الآن، مبينًا أنه تم إدارج تطوير المستشفى في مقترح الخطة الاستثمارية في أعوام '2016_2017'، و'2017_2018'، و'2018_2019' ولم يتم الموافقة على الإدراج، كما وضع أفاد تقرير لمكتب استشاري أن للمستشفى يحتاج إلى هدم وإعادة إنشاء.
بيع المستشفى
وأشار المصدر، إلى أنه في الشهر الأخير من عام 2019 قامت هيئة الرقابة الإدارية بقنا بتكليف أحد المكاتب الاستشارية لعمل تقرير آخر عن المبنى بناء على رغبة وكيل وزارة الصحة السابق والذي أفاد بأن جميع مباني المستشفى آمنة وتحتاج ترميم فقط، لذلك قامت مديرية الصحة بعمل مقايسة لتطوير المبنى بتكلفة 19 مليون جنيه، وتم مخاطبة وزارة الصحة في عام 2020 لسرعة تطوير المبنى لخدمة مواطني قنا لعدم وجود مستشفى رمد بقنا، وأفادت وزارة الصحة أنه تم إدراج المستشفى في أولوية الخطة الاستثمارية لعام ' 2020_2021'.