رحلت السيدة إنصاف الجمل، عن عمر يناهز 116 عام، وكانت 'أهل مصر' قد أجرت معها حوارًا، قبل عشرة أشهر، إذ أنها من المعمرات في محافظة الشرقية.
وأثبتت الأوراق الرسمية، منذ 10 أشهر، أنها تبلغ من العمر نحو 115 عامًا، بينما كانت تؤكد على أن سنوات عمرها تتخطى ذلك بكثير، هى في كل الأحوال شخصية معمرة.
وفي حوار سابق لها، قالت السيدة إنصاف: 'سننوني علشان يطلع لي بطاقة واعتمر'، مرددة عبارات تؤكد على رغبتها الشديدة في الرحيل عن الدنيا، معربة عن أسفها لطول عمرها: 'كل اللي كانوا من جيلي بقوا ذكرى وحكاية وماتت، عقبال ما أروح لهم'.
وتسائلت السيدة الراحلة: لماذا يمتد عمري إلى حد السأم، في الوقت الذي تذهب أرواح الشباب في عمر الزهور بعيدا عن الأرض، هل هم أحق بالراحة والسعادة مني'.
هكذا قذفت السيدة المعمرة كلمات وقعها كوقع الرصاص على مسامع المستمع، ربما ليست معترضة وإنما تتألم.. ليس من مرض بل إنه أرذل العمر، فهى لم تكن
تعاني إلا من ضعف الشيخوخة ولم تشكو من مرض، إلا أنها فقدت بصرها، لينضم إلى حاسة السمع التي فقدتها مؤخرا، فضلا عن إصابة الكلى وتأخر بعض الوظائف الحيوية، وحينئذ لم تعد تحتمل.
وأوصت حفيد جارها الذي رحل قبل 18 عامًا، وظل يرعاها بدلا عن جده، أن يهديها كفنا وظلت تؤكد على حفيدتها أن يضعها بعد الغسل والمسك بالكفن في المقبرة خاصتها إلى أن يحين أجلها، فلم تعد تطيق الحياة خارجه، واليوم رحلت الحاجة إنصاف الجمل عن الحياة الدنيا بكل ما فيها بعد عناء من طول العمر، وغيبها الموت اليوم واستقرت في مستودعها الأخير.
لعل في رحيلها الذي باتت ترجو الله إياه راحة لها بعد العناء ومستقرا آمنا.. اللهم احسن ختامنا ولا تردنا لأرذل العمر.