يعاني بعض سكان القرى والنجوع البعيدة في عمق الصحراء بمطروح من تسرب أبنائهم من التعليم للعديد من الأسباب من أهمها وجود تجمعات سكنية قليلة ومتفرقة ومبعثرة في الصحراء يصعب فيها إنشاء مدارس، بالإضافة إلى عدم قدرة المعلمين أن يصلوا للقرى والنجوع البعيدة؛ لكي يمارسوا عملهم لعدد يصل في بعد الأحيان من الطلبة من 5 لـ20 طالب في مرحلة تعليمية واحدة، وكل هذه الأسباب تصل بنا لتسرب وهروب الأطفال من التعليم.
مواصلات غير آدمية
وقال إبراهيم صبري، أحد المعلمين، إن 'بعض المدارس تبعد عن بعضها بمسافة 40 كم في الصحراء مما يصعب على المعلم في الوصول إليها في أوقات العمل؛ بسبب إقامة المعلمين في المدن ومعظم وسائل الانتقال تقوم بنقل المعلمين إلى أقرب نقطة وتتركنا نتعامل للوصول للمدرسة سيراً على الأقدام أو يقوم أحد الأهالي بتوصيلنا في وسيلة مواصلات غير أدمية لتصل بنا الركوب مع الأغنام والماشية لكي تصل للمدرسة، وهذه المشكلة الأكبر في مدارس القري والنجوع فنأمل إيجاد حلول عاجلة لتلك المشكلة' .
التسرب من التعليم
وأضاف أحمد حسين، أحد أهالي مطروح، أن الدولة أنشأت مدارس لنا من ضمن حقوقنا في تعليم أبنائنا فلابد من تحمل المعلمين والتربية والتعليم المسئولية في الالتزام بالحضور ومواعيد المدرسة، فيوجد عدد كبير من المدرسين لم يشاهدهم غير مرة أو اثنين في العام الدراسي ومنهم لا يأتي إلى المدرسة، وبسبب ذلك تزيد ظاهرة التسرب من التعليم برغم وجود أطفال لديهم الرغبة في الاستمرار في التعليم إلى أبعد نقطة لكي يعود بالنفع على مجتمعه الذي يعاني من قلة وعجز التخصصات في المحافظة الحدودية.
أحلام أبناء البادية
وأشار راضي رحومة، طالب، إلى أنه يتمنى استكمال دراسته ليصل الي أعلى المراتب العلمية وهناك الكثير من أبناء البادية منهم من يحلم بأن يكون ضباط في القوات المسلحة والشرطة المصرية فمن الظلم عدم الاهتمام بأجيال تريد التعليم في القرى فنأمل حل مشكلة تسرب الأطفال بفتح مدرسة لأقرب تجمع بها جميع أبناء القرية؛ لضمان حضور وتواجد المعلمين بدلا من إقامة مدارس بكل قرية بها أعداد قليل لتصل بنا لعدم اهتمام التربية والتعليم بتلك المدارس.
مدارس المحافظة
من جانبه، أكد مصدر مسئول بمديرية التربية والتعليم بمطروح، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، إلى 'أننا وفرنا وسائل مواصلات بأتوبيسات آدمية للمعلمين للتوجه يوميا لجهات عملهم في جميع مدارس المحافظة إلى أبعد النقاط في حدود الإمكانيات المتاحة لضمان سير العملية التعليمية وانتظام اليوم الدراسي، واستمرار الطلبة في التعليم كأحد حقوقهم التي منحتهم الدولة لهم، وذلك بالتزامن مع الإجراءات التي تقوم بها المديرية بالتفتيش والمتابعة على المدارس بشكل دوري وتتخذ الإجراءات القانونية حيال المقصرين لكلا من يثبت عدم انضباطه في العمل، وتصدر قرارات نقل وإحالة للتحقيق بعدم الانضباط'.