تمتلك الموهبة منذ صغرها، وطموحها لا حدود له، تحلم أن يصل فنها للعالمية، ولا تتأخر للحظة عن تقديم العون لراغبي تعل هذا الفن، شغفها بهذا الفن هو ما يميزها عن غيرها، وإرادتها لم تجعلها تستسلم للمحبطين من حولها، وزوجها وأولادها هم أكبر داعم لها.
موهبة منذ الصغر
إنها صفاء حسن حسن، 47 عاما، خبير تربية فنية بإحدى المدارس الثانوية بـمحافظة كفر الشيخ، تبتكر بيديها قطع فنية رائعة تصنعها من عجينة السيراميك، بأشكال تبهر من يراها، كما تصنع لوحات جدارية وأخرى مجسمة ومسطحة، وموهبتها فى الرسم ساعدتها على ذلك، وحبها لهذا المجال جعلها تطور من نفسها كثيرا، وتحلم أن تصل للعالمية بمنتجاتها يوما ما.
قطع فنية من عجينة السيراميك
تقول صفاء في مستهل حديثها لـ'أهل مصر'، إنها تمتلك موهبة الرسم منذ صغرها، وأن والدتها كانت تحضر لها أدوات الرسم، موضحة أن امتلاكها لهذه الموهبة أفادها كثيرا في صناعة القطع والنماذج التي تصنعها من عجينة السيراميك، أو اللوحات الجدارية التي تقوم بصناعتها.
صفاء: أحب كل ما يتعلق بالفن
وأضافت: 'أحب أى شىء متعلق بفن الخزف والنحت، وأحرص على متابعة كل ما يتعلق به لمعرفة أخر التطورات بالمجال، فأنا لا أكتفي بمجرد متابعة ما يتعلق بالمنتجات التى أصنعها فقط، بل متابعة كل ما يتعلق بالفن'.
بدأت فى هذا الفن منذ 6 سنوات
وتابعت: 'اخترت أن أصنع منتجات من عجينة السيراميك لسهولة تشكيل المنتجات منها، وبدأت فى صناعة قطع فنية من عجينة السيراميك منذ 6 سنوات، وذلك لأنه كان لدى وقت فراغ كبير بعد انتهائي من عملى بالمدرسة؛ لذلك أردت أن أملأ وقت فراغى وبدأت فى متابعة مقاطع الفيديو المتعلقة بهذا الفن على الأنترنت وبدأت فى تعلم صناعة قطع فنية من عجينة السيراميك، حتى أتقنتها.
مواهب متعددة
وأردفت: 'أقوم بصناعة لوحات جدارية ولوحات مجسمة ومسطحة إضافة إلى القطع الفنية المصنوعة من عجينة السيراميك، إضافة إلى أننى أمتلك موهبة أخرى وهى صناعة قطع فنية من الكروشيه والمكرمية، ولقد قمت بتعليم نفسى ذاتيا من خلال الانترنت حتى تطور مستواى كثيرا'.
أبتكر تصاميم من مخيلتي
واستطردت: 'ابنتى قامت بعمل صفحة على فيسبوك لعرض منتجاتى عليها، وتطور الأمر تدريجيا حتى أصبح لى عملائى وأصبح لى اسما فى المجال، وتتابع: أنا احب أن أطور من التصميم الذى أنفذه وأن تكون لى بصمتى الخاصة، فهناك الكثير من التصاميم التى أنفذها تكون من مخيلتى وابتكارى أنا، كما أننى إذا رأيت تصميما وأعجبت به أقوم بتطويره بأسلوبى أنا وأضع لمساتى الخاصة عليه، وهناك من يطلبون مساعدتى لمعرفة تفاصيل متعلقة بهذا الفن، وأقوم بمساعدتهم'.
حبي لهذا الفن ما يميزنى عن غيرى
وأكملت: 'أبتكر بطريقة وأسلوب العمل نفسه بهذا الفن، فأنا أقوم بصناعة المنتجات بطريقة سهلة ومبسطة، وهذا ما يجعل الكثيرون يفضلون طريقتى، لأنها سهلة وليست معقدة، إذ يجد الشخص سهولة فى تعلم الفن من خلال أسلوبى، وحبى وشغفى لهذا الفن هو ما يميزنى عن الآخرين'.
اولادى وزوجى يدعمونى كثيرا
وتابعت: 'أولادى وزوجى يدعمونى كثيرا، وأنا أنصح أى شخص يحب ان يبدأ العمل فى هذا الفن أو غيره أن يتابع الأنترنت بشكل كبير ليتعلم منه، وأن يبدأ فى التجربة والخطأ دون يأس؛ لأن هذا الفن يحتاج لصبر وأن يحبه الشخص حتى لا يمل منه، وتابعت: نصيحتى لأى شاب أن يبدأ بمشروع صغير بدلا من البقاء دون عمل، وأن يبحث عن شىء يحبه ويبدأ فى التعلم والتجربة تدريجيا'.
لم أستسلم لكلام المحبطين
وأتمت: 'من الصعوبات التى واجهتنى هى أن الناس لا تتفهم هذا الفن، وظلوا لفترة طويلة حتى بدأوا فى تفهم المنتجات التى أقوم بصنعها، وهناك كثيرون حاولوا إحباطى ولكننى لم أيأس لأننى شغوفة بهذا الفن، ومن المشاكل التى تواجهنى أيضا أن أسعار الخامات مرتفعة، والعملاء لا يدركون ذلك، كما أن هناك بعض الخامات تكون غير متوفرة واضطر لشرائها من القاهرة'.
وأضافت: 'قمت بتعليم عدد من الناس هذا الفن، والكثيرون يسألونى عن أشياء متعلقة به وأجيبهم، كما أننى قمت بإنشاء قناة على يوتيوب لتعليم هذا الفن بعد أن طالبنى عدد كبير بذلك'.
ولفتت: 'لولا التحديات التى واجهتنى وتغلبي عليها، لما استطعت أن أصل لما وصلت إليه، فأنا إنسانة طموحة وأحلم أن أصل لأكثر من ذلك بكثير مستقبلا، وهذا الفن لا يمكن الاعتماد عليه وحده كمصدر دخل، فهو بالنسبة لى مشروعا ولكننى لا أعتبره مصدرا أساسيا للدخل'.
أحلم أن أصل للعالمية يوما ما
واختتمت صفاء حديثها لـ'أهل مصر' قائلة: 'أحلم أن أمتلك ورشة مستقبلا وأقوم من خلالها بتعليم الناس هذا الفن، وأن أقوم بإعطاء دورات تدريبية بها، وأن يصبح هذا المشروع على نطاق أوسع مستقبلا، وأن أقوم بصنع منتجات أكثر، كما أتمنى أن تصل منتجاتى للعالمية'.