خمس سنوات تخللتها الكثير من المحاولات والسعي، سقوط ثم نهوض من جديد، ملل وإخفاقات وظروف اقتصادية صعبة، إلا أن الموهبة والإرادة تحدتا الصعاب، فأصبح له مكانة عليّة في فن النحت وتجسيد المجسمات بالحديد والخردة والصخور، وصنع مجسمات ضخمة غاية في الروعة، تروي عبقريته.
إبراهيم صلاح نحات بالفطرة
إنه الشاب 'إبراهيم صلاح' البالغ من العمر 28 عاما، حاصل على دبلوم صنايع، وجد أنه محبا وهاويا لفن النحت والمجسمات، فلجأ لصقل موهبته بالدراسة، فالتحق بكلية فنون جميلة بالزمالك، قضى فيها نحو 3 أشهر تعلم قدرا قليلا خلالهم، إلا أنه لم تسمح له ظروفه الاقتصادية استكمال المسيرة.
حظ عثر وعدم قدرة على إكمال الدراسة:
لم يكتفِ 'إبراهيم'، بالموهبة كما لم يبكِ حظه العثر الذي لم يؤهله لاستكمال الدراسة بكلية الفنون الجميلة، فقرر أن ينمي مهاراته بالممارسة والاستمرار، قائلا: 'تمكنت أكثر من النحت على خامات الجبس، الأسمنت والطين وكذلك الحجر الجيري، معلقا: 'كل يوم بسعى لاكتشاف وتعلم الجديد لأثقل مهاراتي'.
مراحل ومحطات في حياته:
يروي 'إبراهيم' مشواره مع أعمال عديدة في مجال الفن، فيقول: 'عملت في عدد من مكاتب وشركات الديكور، لتنفيذ جداريات ومجسمات هذا بالإضافة إلى نحت الصخور الصناعية وتمكنت منها جميعا'، لافتا إلى اتجاه جديد وهو رغبته في احتراف فن الخردة خاصة أنه فن معروف وله عدد كبير من محترفيه ولهم أسماء كالأعلام لا يخفى ذكرهم بين مريدي ومحبي هذا النوع من الفن'.
اقتحام فن الخردة والحديد:
ويوضح 'إبراهيم' في حديثه لـ'أهل مصر'، أنه بعد اقتحام عالم فن الخردة أو فن الحديد كما يسميه، نفذ أول مجسم له من الحديد والخردة وهو تمثال قط المصريين القدماء 'باستيت'، وتلاه تمثال 'حورس' الذي يبلغ ارتفاعه نحو 6 أمتار ونصف المتر، معلقا: 'أثبت وجودي بين فناني الخردة بهذين التمثالين، ولم أكتف بهم فقررت استكمال المسيرة بمجسمات أكثر روعة'.
إبراهيم: تمثال القط تحدي وفخر:
وكشف 'إبراهيم' لـ'أهل مصر'، أنه صنع تمثال القط من الخردة الصاج، مفتخرا بأنه كان قدر التحدي إذ انتهى من صنع تمثاله 'باستيت' في نحو 40 يوم، معلقا: 'دا رقم قياسي للتنفيذ خصوصا الشغل دا بياخد شهور علشان يتعمل'.. حسب قوله.
مجهود 5 سنوات حصيلتهم خبرة وثقة بالنفس
ويواصل حديثه متفائلا: 'الحمد لله حققت كتير من اللي بتمناه وعملت مجهود زود خبرتي على مدار سنين'، لافتا إلى أنه خلال 5 سنوات كان ينفق على عمله على الدوام كما لم يعطه عمله أي أموال، معلقا: 'الحمد لله شغلي بدأ يعود لي منه أنوال واستقريت ماديا بشكل أفضل بعد عناء'.
طموحي المشاركة في معارض لفن الخردة
وأكد الشاب على أنه سيشارك في أول معرض لفن الخردة، خاصة وأن تماثيله غاية في الجمال ودقيقة فضلا عن ضخامتها فهي تماثيل عملاقة، معلقا: 'أحجامها أرقام قياسية بالنسبة لفن الحديد والخردة'.
وأشار إلى تمثال الغوريلا الذي أعدّه خصيصا، لكي يحتضنه جبل الطويلات بمدينة دهب بجنوب سيناء، الذي أعده من إطارات السيارات، إذ استخدم نحو 250 إطار سيارة 'كاوتش'، لافتا إلى أنه أول وأكبر تمثال من إطارات السيارات تم تنفيذه في مصر، مؤكدا أنه النحات الأول الذي جسد مجسما من إطارات السيارات ولم يسبقه إلى الفكرة نحات قبله.
ويتابع: 'التمثال طلبه مني 'محمد الغنام' الذي يعمل في مدينة دهب، وكان التصميم قد أبهره وأثنى كثيرا عليه'، لافتا إلى أن التمثال قد يستغرق نحو 6 أشهر للانتهاء منه، إلا أنه سابق الزمن وأنجزه في 25 يوما، معلقا: 'بيهون تعبي لما الناس تفرح بمجسماتي وتنبهر بيها'.
الإصرار أساس النجاح
ويتابع إبراهيم قائلا: 'حققت نجاح كبير بفضل ربنا ثم الإصرار والتعلم والاستمرار'، مختتما: 'النحات المصري عنده قدرة وموهبة تمكنه من تطويع أي خامة ويجسد منها ما شاء، فضلا على فنه وعبقريته التي تمكنه من تحويل القبح إلى جمال، ويصنع كنوز من لاشئ ويسعد نفسه بها والآخرين'.