يقف في برد الشتاء، ساعيا على لقمة عيشه، ليكسب قوت يومه الذي يعيش منه هو وأسرته، والتي رغم عائدها المادي البسيط إلا أنه راضيا بما قسمه الله له، ويرى أن العمل شرف طالما أنه مهنة شريفة ورزقها حلالا.
مهنة لا تعرف صقيع الشتاء
ورث مهنته عن والده ووالدته، تربى منها هو وإخوته الذين تخرج بعضهم من الجامعات بفضلها، ويعيل أسرته المكونة من 7 أبناء وزوجة منها، ويدعو أى شخص للعمل مهما كانت المهنة ما دام العمل شريفا، وأن الإنسان عليه دائما أن يسعى ويفعل ما عليه، ورزقه سوف يأتيه من الله.
ورثت المهنة عن عائلتى
'المهنة دى سترانا'، هكذا بدأ علي أبو يوسف، بائع ذرة مشوي، حديثه الخاص لـ'أهل مصر'، قائلا: 'لقد وٌلدت وكان والدي ووالدتي يعملان في هذه المهنة، ولقد ورثتها عنهما، وعائلتي تعمل في المهنة منذ قرابة الخمسين عاما، ولقد تربيت أنا وإخوتي منها، كما أن لي إخوة تخرجوا من الجامعات بفضلها.
بيع الذرة المشوى مصدر الدخل الوحيد لى
وتابع: 'أنا أعمل صنايعي (استورجي) أيضا، ولكن مصدر الدخل الوحيد حاليا بالنسبة لي هو بيع الذرة المشوي، وهى المهنة التي أعيش منها أنا وعائلتي المكونة من 7 أبناء وزوجتي، وأنا وأخي نتبادل فترات العمل في شواء الذرة بالشارع حسب الظروف المعيشية لكلا منا'.
الإقبال على الشراء أكثر فى الصيف
وأضاف أن الإقبال على الشراء يكون أكثر في فصل الصيف مقارنة بالشتاء، ففي فصل الشتاء حركة الناس بالشوارع تكون بسيطة، ولكن رغم ذلك أعمل بالشارع لكسب لقمة العيش، متابعًا: 'أعمل بشكل يومي وتختلف مواقيت العمل ما بين فصلي الصيف والشتاء، ففي الصيف يتجول الناس في الشوارع لأوقات متأخرة، أما في الشتاء فإن حركة المواطنين في الشوارع تقل بعد العشاء، لذلك أضطر للعمل مبكرا، وأنا أعمل في برودة الجو والأمطار وأسعى لكسب لقمة العيش؛ لأن هذه المهنة هى مصدر الدخل الوحيد بالنسبة لي'.
العمل شرف
وأشار إلى أن هناك بعض الناس الذين يتعاملون بطريقة من التعالي عند قدومهم للشراء مني، ولكن هذا الأمر يتوقف على شخصية الإنسان، فهناك من ينظر لهذه المهنة بدونية، ولكن الأغلبية يتعاملون بطريقة مهذبة، مضيفًا: 'لا يعيب الإنسان أن يعمل في أي مهنة طالما أنها مهنة شريفة وأنه يكسب رزقا حلالا، فالعمل شرف'.
الذرة المشوى من التراث
وأردف أن ما اختلف في المهنة حاليا عن ذي قبل أنه قبل ذلك كان يتم شواء الذرة على الخشب، وكنت أرى والدتي تفعل ذلك وأنا طفل صغير، أما الآن فلقد اختلف الأمر وأصبحنا نستخدم فرن الغاز، وتابع: 'الذرة المشوي من التراث مثل الفول والطعمية، وجميع البلدان تأكله باختلاف نوع الذرة، ومن الصعوبات في هذه المهنة أنني في هذا البرد أقف في وجه النار، وإذا التفت بعد ذلك قد أصاب بالبرد بسبب ذلك، ولكن هذه مهنتي وليس لدي مصدر دخل آخر غيره، واعتدنا على ذلك'.
لا أتقاضى أى معاش
واختتم 'عم علي'، حواره لـ'أهل مصر'، قائلا: 'أنا لا أتقاضى أي معاش، فأسرتي مكونة من 9 أشخاص، وسعيت للحصول على معاش تكافل وكرامة، ولكن لم ينجح الأمر، فأنا لي إبن مريض ويتقاضى معاش، وفضلت أن يحصل إبني على معاشه أهم من أن أحصل أنا على معاش، وأنا أشكر الله دائما وأبدا على فضله وستره الدائم'.