تربية الماشية بكفر الشيخ في خطر.. عزوف الفلاحين وركود يضرب الأسواق بسبب أسعار الأعلاف (صور)

تربية الماشية بكفر الشيخ في خطر.. عزوف الفلاحين وركود يضرب الأسواق بسبب أسعار الأعلاف
تربية الماشية بكفر الشيخ في خطر.. عزوف الفلاحين وركود يضرب الأسواق بسبب أسعار الأعلاف

تعد محافظة كفر الشيخ، واحدة من المحافظات الزراعية، حيث يمثل الفلاحين النسبة الكبرى من سكانها، وتعد تربية الماشية إحدى أهم الأشياء بالنسبة للفلاح إلى جانب زراعة أرضه.

ارتفاع أسعار أعلاف الماشية

وتعد أهم مشكلة تواجه الفلاح، حاليا هي ارتفاع أسعار أعلاف الماشية، الأمر الذي تسبب في أن عدد كبير من الفلاحين، قرر بيع الماشية، والتوقف عن تربيتها، لأنه يرى أن العائد المادي منها غير مجدي مقارنة بالأموال التي يدفعها مقابل إطعام الماشية.

وليس الفلاح، وحده هو من يشتكي من أزمة ارتفاع أسعار أعلاف الماشية، بل طالت الأزمة أكثر تجار الأعلاف الذين تأثروا بسبب ضعف الإقبال على شراء الأعلاف، وغيرهم.

وترصد 'أهل مصر'، في هذا التقرير أزمة ارتفاع أسعار أعلاف الماشية بالمحافظة، خلال الفترة الحالية.

ضعف الإقبال بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف

في البداية تقول أم محمد، تاجرة أعلاف وحبوب بالمحافظة، إن هناك مشكلة كبيرة متعلقة بأسعار أعلاف الماشية في الوقت الحالي، وأن هذا الارتفاع يؤثر على الإقبال على الشراء حاليا، وأن هناك ركود في سوق الأعلاف، وأوضحت أن الفلاح، ليس معه حاليا إمكانيات مادية لشراء أعلاف الماشية، وأن هذه الأزمة بدأت من عدة سنوات.

بيع المربيين للماشية لارتفاع أسعار الأعلاف

وتابعت أن شيكارة الردة، يبلغ سعرها حاليا 200 جنيها، بينما شيكارة الذرة، يبلغ ثمنها 280 جنيها، وأن الفلاح يحتاج لشراء أعلاف بقرابة 600 جنيه، في الأسبوع الواحد في الوقت الذي لا يوجد فيه عائد مادي مجدي من الماشية في مقابل ذلك، وأكدت أن هناك كثير من المربيين قاموا ببيع الماشية التي لديهم بسبب ارتفاع أسعار أعلاف الماشية، وأنه لم يعد هناك إقبال على شراء الأعلاف حاليا.

وأضافت أم محمد، تاجرة أعلاف،: 'أن ارتفاع أسعار أعلاف الماشية، أثر على عملي، وأصبحت أشتري كمية أعلاف أقل بكثير، مقارنة بقبل ذلك لعدم وجود أموال بسبب ضعف الإقبال'.

سوء سحب للأعلاف من الأسواق لارتفاع سعرها

ويقول محمد، صاحب مجرشة ذرة، إن هناك ارتفاع في أسعار أعلاف الماشية حاليا، وأن هناك سوء سحب للأعلاف في الأسواق، وتابع: 'أصبحت أشتري كمية من الأعلاف أقل بكثير من الفترات السابقة، كما أن إقبال المواطنين على شراء الأعلاف أصبح ضعيفا، ولجأ كثير من المربيين لبيع الماشية لأنها تسبب لهم خسائر'.

ويكمل: 'المستهلك هو الأساس، فإذا تم حل مشكلته ستنتهي الأزمة، وأنا أحقق مكسب قليل حاليا مقارنة بقبل ذلك، والحل الوحيد لحل هذه الأزمة هو انخفاض أسعار أعلاف الماشية، وهناك أطراف كثيرة تأذت بسبب تلك الأزمة ما بين الفلاح وأصحاب المصانع والتاجر البسيط'.

العائد من تربية الماشية ضعيف

ويقول أحد الفلاحين، أنه قرر بيع الماشية التي كانت لديه لارتفاع أسعار الأعلاف، كما أن العائد من أسعار المنتجات الحيوانية في المقابل ضعيف، وأن هذه الأزمة بدأت منذ ظهور جائحة كورونا، وأن من يقوم بتربية الماشية حاليا يقوم بذلك من خلال الحصول على القروض، ولقد قمت ببيع الأرض الزراعية والماشية التي أملكها، وبحثت عن مهنة أخرى، لأن الحيوان الواحد يحتاج شهريا مبلغ قدره 1500 جنيها لإطعامه، في حين أن العائد منه بالمقابل بسيط.

وكيل الطب البيطرى: قروض ميسرة للفلاحين بمئات الملايين شهريا

من جانبه قال الدكتور محمد بشار، وكيل وزارة الطب البيطري، بكفر الشيخ، إن هناك تطورا في الثروة الحيوانية بمحافظة كفر الشيخ، وأن القروض الميسرة بفائدة 5% لتنمية الثروة الحيوانية، أحدثت طفرة كبيرة جدا في المحافظة، وتابع: 'نقوم بصرف مئات الملايين شهريا في صورة قروض ميسرة جدا للفلاحين تصرف من البنك الزراعي، وحاليا من البنك الأهلي، وغير ذلك'.

المحافظة هي الأولى من الناحية الوقائية من الأمراض الوبائية

وأضاف 'بشار'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'،: 'من لا يمتلك ماشية نعطيه حوالي 60% من قيمة القرض لشراء الماشية، وبعد شرائها، نصرف له باقي القرض (قسط التغذية)، لشراء الأعلاف والتغذية، أما من الناحية الوقائية فالمحافظة، هي الأولى في الناحية الوقائية من الأمراض الوبائية، وقمنا بعمل نسبة تغطية أكثر من 100%، من أعداد الحيوانات الموجودة في المحافظة'.

وتابع وكيل وزارة الطب البيطري،: 'أهم شيء بالنسبة للمربي، هو منع حدوث أمراض وبائية للحيوان لأنها تؤدي إلى نفوقه أو تدمير قيمة الحيوان، والمديرية تؤكد دائما على عملية التحصين ضد مرض الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع والموت المفاجيء'.

ارتفاع أسعار الأعلاف أهم مشكلة تواجه مربي الماشية في مصر

وأوضح أن أهم المشاكل التي تواجه مربي الماشية في مصر، هي ارتفاع قيمة الأعلاف لأن معظم الأعلاف مثل الذرة والصويا، يتم استيراد نسبة كبيرة منها من الخارج، والحكومة تسعى جاهدة لتزويد المحاصيل الزيتية التي يتم زراعتها بمصر، كالذرة والصويا، خاصة مشروع الدلتا الجديدة، والذي يركز على إحداث اكتفاء ذاتي من هذه المحاصيل الأمر الذي سيؤدي لانخفاض تكاليف الأعلاف، وقبل ذلك كانت الأمراض الوبائية مشكلة تواجه مربي الماشية، ولكن المحافظة، هذا العام لم يتم رصد فيها أي أمراض وبائية في الماشية.

نصائح بالبحث عن بدائل الأعلاف

وأكمل: أنصح مربي الماشية بالبحث عن بدائل الأعلاف، فهنا في المحافظة، يمكن عمل الأعلاف من قش الأرز، كما يمكن عمل السلاج من الذرة، والذي يعطي كمية علف كبيرة وتكلفتها تكون أقل، وكل ذلك وسائل بديلة للأعلاف المركزة التي يوجد بها ارتفاع في الأسعار، وعلى المربيين البحث عن البدائل المتاحة للأعلاف في كل بيئة، ففي بعض الأماكن يكون قش الأرز، متاح فيها إذ يتم معالجته، ويتم عمل بالات منه وحقنه بالأمونيا، ويعطي قيمة غذائية عالية، إضافة إلى الكمر.

ولفت أن هناك بعض الفلاحين، توقفوا عن تربية الماشية، ولكن في الفترة الأخيرة مع ارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية كاللحوم، الألبان، فأصبحت تربية الماشية مجدية رغم ارتفاع أسعار الأعلاف، وهذا الأمر جعل صغار المربين خاصة يعودون ثانية للاستثمار في تربية الماشية، هذا مع وجود القروض الميسرة التى يتم تقديمها، والتأمين عن طريق صندوق التأمين على الماشية، حيث أنه في حال حدوث طاريء، تقوم المديرية بتعويض الفلاح بكامل ثمن المواشي في حال نفوقها، كما نوفر حوالي 105 وحدة بيطرية بالمحافظة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
"متعملش كده تاني".. رسالة القاضي لإمام عاشور في جلسة قضية فرد الأمن