جاء لهذه الحياة مبصر بقلبه، لم يزده فقدان بصره إلا إرادة وعزيمة، جمع بين أكثر من موهبة، وجميعها يبلغ فيها، واختار مجال الهندسة الصوتية للعمل به، ليصبح واحدا من عدد قليل من مهندسي الصوت المكفوفين على مستوى الجمهورية.
قصة إرادة
يبدع فى قراءة القرآن الكريم، والإنشاد الدينى والتعليق الصوتى بأنواعه المختلفة، يعمل إماما فى مسجد، مثال للإرادة والعزيمة وتحدى الظروف، ويؤمن أنه ليس هناك مستحيل.
مواهب طُورت ذاتيا
يرى أن حافظ القرآن الكريم لابد أن يتخلق بخلق القرآن، وأن يكون سره كعلنه، ويحلم بأن يصبح مهندس صوتى عالمي، وطور من موهبته ذاتيا، وما زال يطور من نفسه أكثر وأكثر حتى يطور من نفسه فى مجال الهندسة الصوتية.
ولد كفيفا
قال علاء البهي، ابن محافظة كفر الشيخ، إنه قد ولد كفيفا، ولكن ذلك لن يؤثر عليه، وأن ذلك لم يزده إلا إصرارا، مضيفًا: 'من آمن أن الله أعطاه كل شىء ولم يأخذ منه شيء استراح، ولا يوجد شىء اسمه معاق'.
مواهب متعددة
وأضاف: 'أنا أعمل مهندس صوت وإمام مسجد، هذا بالإضافة إلى أنني أحفظ القرآن الكريم كاملا، كما أنني أمتلك موهبة الإنشاد الدينى، والتعليق الصوتى'، مشيرًا بالقول: 'أعد واحدا من ضمن عدد قليل من مهندسي الصوت المكفوفين بمصر'.
حفظ القرآن فى سن صغير
واستكمل: 'لقد أتممت حفظ القرآن وأنا فى الصف الثالث الإبتدائى، ووالدي هو من وجهني لحفظ القرآن فى هذا السن، ولقد حفظت القرآن الكريم فى فترة قدرها قرابة العامين، وبدأت بعد ذلك فى التجويد مباشرة'، مضيفًا: 'قدوتى فى قراءة القرآن الكريم عدد كبير من كبار القراء أمثال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد صديق المنشاوي وغيرهم'.
وأردف: 'لقد كنت أراجع القرآن بشكل مستمر، كما أننى افتتحت كتابا لتحفيظ القرآن وأنا فى سن صغيرة واستمر لفترة من الوقت، وأنا امتلك أيضا موهبة الإنشاد الدينى إلى جانب حفظى للقرآن، ولقد كنت أغنى منذ أن كنت بالصف الأول الإبتدائى، وامتلك أيضا موهبة التعليق الصوتى، وأتدرب كثيرا على ذلك، وإلى جانب أننى أمتلك بصمتي الخاصة في التعليق الصوتى، بإمكانى تقليد بعض الأصوات الأخرى'.
أعمل مهندس صوت من داخل غرفة بمنزلي
وقال مهندس الصوت الكفيف: أذاكر مجال الهندسة الصوتية لساعات طويلة، وفى مجال التعليق الصوتى أحب قراءة الكتب والوثائقيات، وطورت من نفسي في هذه الموهبة، مضيفًا: 'أعمل مهندس صوت، ويعمل من داخل غرفة بمنزله، والتى بمثابة استوديو بالنسبة له، وتظهر النتيجة فى النهاية بجودة عالية'.
واختتم البهي، حديثه: 'حافظ القرآن لابد أن يكون سره كعلنه، وأن يجعل القرآن واقعا ملموسا يلمسه الناس فيه، وأن يتخلق بخلق القرآن، مضيفًا:
'قابلت كثير من المحبطين، ولكنى لم أهتم لكلامهم؛ لأننى مؤمن أن الشخص الذى يحاول إحباط غيره هو إنسان غير سوي'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
