'كان التحدي كبيرا فلم أستسلم للإعاقة، بل واجهتها بكل قوة، فالإعاقة ليست نهاية المطاف، وإنما محنة تتحول لمنحة، والحمد لله أننى استطعت أن أفعل ذلك'.. بهذه الكلمات بدأ الشاب البورسعيدى إسلام أحمد، 30 عامًا، قصة كفاحه وقهره لمرض ضمور العضلات.
نقطة تحوّل
يقول إسلام لـ «أهل مصر»: 'حصلت على دبلوم فنى صناعى تخصص أعمال صحية، وعملت فى النجارة، ولكن بدأَت تظهر أعراض غريبة عليّ، تسببت فى تعبى صحيًا، إلى أن اكتشفت فجأة أننى أُعانى من (وهن عضلى)، وهو نوع من أنواع مرض ضمور العضلات، الي يمنع إشارات المخ من الوصول للجسم ويؤدى إلى عدم الحركة'.
رفضه أحد المصانع بسبب إعاقته
ويُضيف قاهر الإعاقة: 'بدأت فى مرحلة العلاج، وأجريت عملية بالصدر، واستمر تعبي 6 سنوات، وفي عام 2017، بدأت حالتى تتحسن، وبالفعل نزلت للعمل بأحد مصانع الاستثمار، واكتشفت أن العمل بالمصانع يحتاج إلى مجهود كبير، وظروفى الصحية لا تتناسب مع ذلك، وأبلغني مشرف المصنع أن ظروفى لا تتناسب مع العمل لأنه يعتمد على السرعة وكثرة الإنتاج، وأدركت رغم حزني أن كلامه واقعى'.
تحدي الإعاقة
ويُتابع إسلام: بدأت البحث عن عمل حيتناسب مع إمكانياتى الصحية، قلت لنفسى ليس معنى أننى أعانى من إعاقة أن أستسلم لليأس، وتحديت إعاقتى بالإصرار على العمل، وأدركت أننى لا أستطيع العمل فى مصانع أو عند أشخاص، ويجب أن أفكر فى مشروع فردى ومن داخل منزلى، فعملت فى مجال صناعة الأحذية'.
بداية رحلة الأمل
وقال إسلام: 'كنت مشتركا فى أحد الجروبات مرضى ضمور العضلات على موقع «فيس بوك»، وعرضت فكرة عملى، وكانت معنا بالجروب سيدة إسكندرانية تُدعى'مدام هدى' رحّبت بفكرتى، وتبرعت لى بمبلغ مالى اشتريت به ماكينة، لأضع قدمى على بداية الطريق'.
القرض هو الحل
وأشار إلى أنه واجه مشاكل عديدة منها توفير المواد الخام من الجلود ليقوم بتصنيعها ومن هنا توجّه إلى جمعية تنمية المشروعات الصغيرة ببورسعيد واقترض 10 آلاف جنيه وساعدته الجمعية بتسهيل كافة إجراءات القرض.
أحلام وطموحات لا تنتهي
وأردف الشاب البورسعيدى: 'أشعر برضا وطمأنينة والحمد لله إعاقتى سمحت لي بالعمل على قدر استطاعتى وتحسّنَت صحتى بدرجة كبيرة حيث لم أُشفَ من المرض ولكن على الأقل تم تحجيمه حتى لا يتطور بشكل يمنعنى من الحركة، وأسعى للتوسّع فى عملى، لأننى بدأت أتلقى أوردرات من بعض المصانع لعمل كميات محدودة من الأحذية والآن أحتاج إلى مكان وماكينات حتى أنتشر بصورة أكبر فى المحافظة وخارجها، وبدأت أحلامى تكبر معى، فأتمنى فى يوم ما أن يصبح لديّ مصنعًا كبيرًا أعمل فيه وأضم للعمل معى أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة'.
ولفت إسلام إلى أنه يحلم بتصدير منتجاته خارج مصر والتوسّع في عمله، قائلًا: 'أحلم بتصدير بضاعتى خارج مصر والتوسع في عملى وإذا حققت ذلك سيكون هناك فرص عمل بشكل كبير للشباب، بالإضافة إلى أننا سوف نُظهر الإنتاج المصرى بصورة تليق به، وسيكون عملى حافز للأشخاص من ذوى الاحتياجات الخاصة للعمل بحيث يكونوا أشخاص منتجة لا تعتمد على مساعدة الغير'.
تحدى كبير أشبه بالحرب
واختتم إسلام حديثه بقوله: 'ليس معنى أنه يعانى من إعاقة ألا يعيش حياته الطبيعية بل يحتاج أن يكون له دخل ثابت ويفكر فى تكوين حياة أسرية خاصة به بالزواج، والحمد لله عملى ساعدنى على الارتباط، وحفزنى على النجاح حتى أستكمل مشوارى بالزواج، وحاليًا أنا فى تحدى كبير يشبه الحرب فلا أريد أن يتعاطف معى أحد ويتعامل معى على أننى صاحب إعاقة وطالما أنا أعمل وأجتهد رغم الصعاب التى تواجهنى فأعلم جيدًا أن الله لن يُضيّع تعبى ومجهودى بل سوف يساندنى'.