من ظلام العيون لنور النجاح.. حكاية أول فرقة مسرحية للمكفوفين ببورسعيد (فيديو وصور)

أول فرقة للمكفوفين ببورسعيد
أول فرقة للمكفوفين ببورسعيد

أحلامهم بسيطة على قدر إمكانيتهم، ولكنها ليست مستحيلة، يشعرون بالسعادة وكأنهم وصلوا إلى السحاب عندما يصفق لهم الجمهور، ويشيدوا بأدائهم، فهم أصحاب بصيرة، فقدوا البصر لكنهم لم يفقدوا الأمل، هم أول فرقة مسرحية للمكفوفين في محافظة بورسعيد.

والفرقة تضم طلاب بالجامعة والثانوية العامة، وشباب لديهم طموح كبير بأن يصلوا مع فرقتهم إلى العالمية، ومخرج مسرحي مؤمن بقدراتهم وموهبتهم، واعتبروا التمثيل حياة جديدة تضمهم و تأخذ بأيديهم إلى مستقبل ينتظرهم دون خوف من المجهول ليصبح الفن بالنسبة لهم 'رسالة وحياة'.

أول فرقة للمكفوفين ببورسعيد

حصلوا على مراكز متقدمة

يقول محمد الملكي، مخرج مسرحي بورسعيدي، إنه قام بتكوين فرقة مسرحية عام 2017، بمجموعة من المكفوفين، وهم 7 أفراد، تكونت الفرقة بالحب لذا نجحوا وتألقوا بسرعة، فكل منهم لديه قدرات خاصة على التحدي بل لديه من العزيمة ما يستطيع أن يقف على خشبة المسرح، ويعلن عن وجود فنان بدرجة امتياز.

ويُضيف 'الملكي': تعرفت على أحمد داغر في معدية بورفؤاد وعندما علم أنني مخرج طلب مني انه يمثل وبالفعل انضم للفرقة، وعرضنا في نادي المسرح بالفيوم، وكان من المميزين في المهرجان، والحمد لله ربنا كرمنا وحصلنا على جوائز كثيرة في عام 2017، حصلنا على مركز ثالث في 'الحلم المصري'، ومركز أول في العام الماضي.

أول فرقة للمكفوفين ببورسعيد

أصبحوا في الصفوف الأمامية

ويُتابع: في العام الماضي، كنت مخرج بالفرقة القومية لبورسعيد، وعملنا نص اسمه 'وادي العميان'، وكان دمج من بينهم 7 أبطال من أصحاب البصيرة 'المكفوفين'، ولم يشعر الجمهور بأنهم أصحاب إعاقة، وحصلوا على تشجيع كبير من الجمهور، قاموا بكل الأدوار ببراعة ونظرا لتفوقهم وضهورهم في الصفوف الأمامية كمبدعين في التمثيل 'أصبحت العين عليهم'.

المخرج محمد الملكى

مُنعوا من دخول قصر الثقافة

ولفت إلى أنه كانت هناك ورشة تُسمى 'إبدأ حلمك'، من وزارة الثقافة، ومن هنا بدأت محاربة فرقة المكفوفين، الذين أبدعوا إلى حد امتلاء المسرح بالجمهور على مدار 10 أيام متتالية في أثناء فترة العرض، وبدأ منعهم من دخول قصر الثقافة، ولكن لم يستسلموا لذلك؛ بل أرسلوا باستغاثات للرئيس عبد الفتاح السيسي، ورغم كل المضايقات التي تعرضوا لها إلا أنهم قاموا بعرض المسرحية الخاصة بهم.

أول فرقة للمكفوفين ببورسعيد

مناشدة لوزيرة الثقافة

واستكمل 'الملكي'، حديثه،: 'في هذا العام، كانت هناك ترشيحات لمخرجين، وبالفعل تم اختياري من قبل أعضاء فرقة المكفوفين، بنسبة 97%، وطلبوا أننا نتدرب في بورفؤاد، وكان الأمر كان صعبا بالنسبة لهم فهو مشقة، ومجهود في الوصول بالإضافة إلى التكلفة المادية، واجتمعت بالفرقة ببورفؤاد، وفجأة بدأت المضايقات من جديد، وبدأت محاربتهم بصورة كبيرة'.

واختتم 'الملكي' بقوله: 'أناشد الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، أن تساند تلك الفرقة ليصبح لها كيان خاص، ويحققون أحلامهم فهم من ذوي الهمم، والرئيس يهتم بهم وجعل لهم وضع خاص'.

أول فرقة للمكفوفين ببورسعيد

'التنمر' معاناة لا تنتهي

ويقول أحمد داغر، أحد أفراد فرقة المكفوفين: 'إني أعتبر عيني هي عكازي، وبداخلي بصيرة تجعلني أشعر بأنى لم أعانى من أى إعاقة وأمشى فى الشارع بالعصا البيضاء وأرفض التدخل لمساعدتى أثناء عبور الطريق، وبسبب ذلك تعرضت للتنمر فقد قام أحد الأشخاص بتصويرى ونشر صورتى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وكتب بأننى لست كفيفًا وأقوم بالتسول وكل ذلك لأننى رفضت أن يُمسك بيدى أحد، وتسبب ذلك فى حالة نفسية سيئة لى جعلتنى لم أخرج من منزلى بل فكرت فى الانتحار إلا أننى تجاوزت ذلك وخرجت من جديد لمواجهة الناس بإعاقتى'.

أول فرقة للمكفوفين ببورسعيد

ويُضيف 'داغر': 'ما بي ليست إعاقة بل أننى أحيانا أركب دراجة مثلكم وأستطيع أن أفعل كل شىء بمفردى فأنا العب دومنه وأفوز'، متابعًا: 'الإعاقة هى إعاقة الفكر وليس إعاقة البصر، و قد ذهبنا لعرض إحدى المسرحيات للفنان محمد صبحى فأنا أستمد منه القوة والصلابة والإرادة فهو قدوتى ومثلى الأعلى'.

أول فرقة للمكفوفين ببورسعيد

تحدَّي المرض واستكمل تعليمه

فيما روى الطالب محمود طارق، شاب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب قسم تاريخ، وأحد أعضاء فرقة 'الإرادة والتحدى'، قائلًا: 'كنت أعانى من ورم بالمخ تسبب لى فى ضعف فى البصر ولكن لديه إرادة فى استكمال تعليمى ومشوارى فى التمثيل لأُصبح فنانًا كبيرًا وكنت أُمارس رياضة الجودو وتعرضت للفصل من الجامعة بسبب أننى كنت أقوم بإجراء عمليات جراحية كثيرة ولكن رئيس الجامعة الإنسان الدكتور أيمن إبراهيم وقف بجوارى وساندنى وعُدت إلى الكلية من جديد لأبدأ وأستكمل دراستي'.

خالد مع فريق الجامعة لذوى الهمم

محرومون من 'الأمل'

أما خالد علي، طالب بالفرقة الثانية بكلية الآداب وبطل عالم رفع أثقال، وأحد أعضاء فريق التمثيل، فيقول إنه يعشق الرياضة والتمثيل ويناشد وزيرة الثقافة بأن يكون لديهم فرقة خاصة بهم، قائلًا: 'لماذا يلقون الأضواء على مشاريعهم ويطفئوا نور الأمل لنا، فنحن نستطيع أن نتحدى إعاقتنا فلماذا يتحدانا المسؤولين فنحن لنا الحق بأن نعيش مثل الأسوياء ورئيس الجمهورية ساعدنا على ذلك فهو الأب الإنسان'.

أول فرقة للمكفوفين ببورسعيد

مكالمة هاتفية من وزيرة الثقافة

ويقول وائل زكريا، أحد أبطال الفرقة: 'أتمنى أن أستيقظ من نومى على مكالمة هاتفية من وزيرة الثقافة تطلب منى أن أستكمل حلمى، خاصة وأن اتجاهات الدولة مع ذوى الهمم والرئيس الإنسان جعلنا فى المقدمة وأكد بالفعل أننا قادرون باختلاف'.

WhatsApp
Telegram