في منتصف شارع بورسعيد بمدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، يقع دار بن لقمان، والذي شهد على أسر الملك لويس التاسع قائد الحملة الصليبية السابعة، وسجنه في إحدى غرفها لمدة شهور، وتوجهت 'أهل مصر' إلى الدار لكشف المزيد من أسراره.
بداية إنشاء دار بن لقمان
أنشئ الدار على يد قاضي القضاة فخر الدين إبراهيم بن لقمان عام 1218ميلاديًا، الذي اتخذها منها سكنًا له،على الطراز العربي القديم المكون من السلاملك وهو سكن الرجال والحرملك وهو سكن النساء، وكان يجاور هذه الدار عند بنايتها مسجد مازال موجود حتى الآن، وكانت تقدر مساحتها بـ576 مترًا، للأسف لم يعد يتبق منها سو 50 مترًا الآن بعد سلسلة من التعديات والمخالفات.
أبيات شعرية لابن مطروح
'خمسون ألفا لا ير منهم إلا قتيل أو أسير جريح فقل لهم إن أضمروا عودة لأخذ ثأر أو لقصد صحيح دار ابن لقمان على حالها والقيد باق والطواشي صبيح' هذه الأبيات الشعرية التي كتبها جمال الدين ابن مطروح والتي نقشت على باب الدار والتي تشهد مرحلة هامة مرت على تاريخ مصر، والتي انتصر فيها شعب المنصورة على الحملة الفرنسية في 8 فبراير عام 1250م، والذي اختير ليكون عيدًا قوميًا لمحافظة الدقهلية.
تفاصيل دار بن لقمان
بعد الدخول إلى الدار تجد سلمًا خشبيا يقودك إلى الغرفة التي أقيم بها الملك لويس التاسع طوال فترة أسره، ووضع تحت حراسته خادم نوبي اسمه الطواشي أبو المحاسن صبيح، وفي الطابق العلوي يوجد تمثالان، أحدهما لملك فرنسا والقيود في يده جالسًا على مقعده الحقيقي وأمامه منضدة عليها أدوات نحاسية كان يستخدمها، والثاني للطواشي صبيح وهو يقف بجانبه.
وفي الدور الأرضي قاعة عرض تضم مجموعة من التماثيل لعدد من الشخصيات التاريخية، مثل' شجرة الدر و محمد علي، والرئيس جمال عبدالناصر'كما تضم القاعة مجموعة من الخناجر الحديدية، والسيوف التي استخدمت في المعارك وقتها، ولوحات زيتية تحوى تفاصيل المعارك و صورة توضح أسر لويس التاسع.
شاهد على ذكرى الأسر
أُسر الملك لويس بها يوم 7 أبريل 1250م إلى 7 مايو 1250م ،ولم يفرج عنه إلا بعد تخلي الفرنسيين عن دمياط ودفع 10 ملايين فرنك فدية لإطلاق سراحه، وظلت دار ابن لقمان باقية شاهدة على هذا الإنتصار العظيم.