"ثقافة الطود" بالأقصر يناقش "أزمة الهوية في عصر العولمة"

المؤتمر
المؤتمر

نظم نادي أدب الطود وقصر ثقافة الطود بالأقصر، مؤتمر اليوم الواحد، والذي أقيم تحت عنوان 'أزمة الهوية في عصر العولمة- النموذج المصري عرض وحلول'، وذلك بقصر ثقافة حاجر العديسات، برعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وهشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.

الهويات البديلة

وقال الدكتور محمود النوبي أحمد، رئيس المؤتمر، ووكيل كلية الألسن للدراسات العليا والبحوث بجامعة الأقصر، إن الهوية بفتح الهاء تحمل المعنى المادي 'البئر العميق'، أما الهوية بضم الهاء فمعناها معنوي يعبر عن أنفسنا وذواتنا الخاصة، مؤكدًا أن الجيل الذي يحافظ على هويته ويتمسك بها، لا يمكن كسره، كما لايمكن لأمة ترغب التميز والبقاء أن تتخلى عن هويتها.

وأوضح أنه حال التساهل في ضياع الهوية، فيمكن للهويات البديلة أن تفتت الهوية الأصلية، مشبهًا الهوية كسنبلة القمح لايمكن الاستغناء عنها بينما العولمة، تُشبه الوردة في جمالها لكن يمكن الاستغناء عنها، داعيًا الشباب التمسك بهويتهم في ظل الانفتاح الهائل الذي يجتاح وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار رئيس المؤتمر إلى أن الهدف من تنظيم مؤتمر أزمة الهوية في عصر العولمة، هو مد جسور التواصل بين الباحثين في محافظة الأقصر، عبر مشاركة ثقافية بحثية هدفها معالجة الهوية الثقافية المعتلة في نفوس الشباب المصري الذي ربما تتقاذفه الفضائيات وصفحات التواصل الاجتماعي آخذة بعقله وقلبه إلى آمال وخيالات تبعده عن ذاته وأهله ودينه ووطنه، وارتباط ذلك كله بعصر السماوات المفتوحة والعولمة الثقافية، بغرض خدمة المجتمع، مع إبراز مساهمات وزارة الثقافة المصرية وقصور الثقافة، وبمشاركة عدد من الباحثين المهتمين بهذا الشأن.

وأكد الروائي ناصر خليل، أمين عام المؤتمر أن الهوية تتضمن عدة مكونات منها اللغة والتراث والدين، مشيرًا إلى أن هذه المكونات، يتم محاربتها بهدف تذويب الهوية، ومالم يتم الحفاظ عليها يصبح من السهل تذويب هوية الأمة وجعلها مسخ لهوية معينة، موجهًا الشكر للباحثين الذين شاركوا بأوراقهم البحثية بالمؤتمر.

وخلال المؤتمر الذي قدم فعالياته القاص بستاني النداف؛ تم تكريم عدد من رموز الإبداع والتنوير الذين ساهموا في النهضة الثقافية في الأقصر، وكذا من ساهموا في دعم الثقافة بمدينة المائة باب، من بينهم؛ الفقيد عبد الحميد يحيى، وكيل أول وزارة السياحة سابقًا، والشاعر الكبير رمضان عبد العليم، والأديب والمترجم الحسين خضيري، والمسرحي جمال يونس، و شافية محمود أحمد، و أحمد الشافعي.

الجلسة البحثية الحوارية

كما تم تكريم الباحثين المشاركين بالجلسة البحثية الحوارية للمؤتمر والتي أدارها محمد عبد الموجود، حيث قدم الدكتور أحمد حسن، عضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة أسوان محور الهوية والأدب، منظور ثقافي، وتناول دكتور عبد الرحمن ابو المجد، باحث ومحكم دولي، وعضو هيئة تدريس بالمكتب الرئيسي بجامعة مينيسوتا الإسلامية، دور المؤسسات التعليمية ومواجهة الأزمة، والأستاذ عبد المعطي محمود، ودكتور الضوي محمد الضوي، عضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة المنيا، واللذان تناولا محوري الهوية والأدباء، منظور تفاعلي، ودور المؤسسات الثقافية(قصور الثقافة نموذجا ) ومواجهة الأزمة.

وعقب انتهاء الجلسة البحثية، شهدت قاعة انعقاد المؤتمر تفاعلا كبيرًا من جانب الحاضرين من الأدباء والكُتاب والأكاديميين والجمهور، والذين وجهوا اسئلة واستفسارات حول أزمة الهوية في عصر العولمة، كما تفاعل معهم الباحثون للرد على الاستفسارات وإثراء الجلسة بالمعلومات والتوجيهات بشأن سبل الحفاظ على هوية المجتمع ودور المؤسسات التعليمية والثقافية في دعم وتعزيز الهوية ومحاربة محاولات طمسها.

وحضر المؤتمر الذي بدأ بالسلام الجمهوري، وأعقبه الوقوف دقيقة حداد على روح محمد إدريس رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي، كلا من؛ حسين عويضة، القائم بأعمال رئيس إقليم جنوب الصعيد، والدكتور مصطفى محمود عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، وسالم محمد مدير القصر، والشاعر وليد الضوي، وأعضاء أمانة المؤتمر: الشاعر عادل دنقل، محمود ابو الحجاج، يحيى سمير، سيد المصري، محمد عبد المحسن، وعبد الصبور سلطان مقرر لجنة التنظيم، والقس رويس عبد الملاك راعي كنيسة العديسات، ولفيف من الأدباء والشعراء والروائيين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً