لابد أن تجتاز رحلة شاقة مليئة بالصعوبات والمخاطر حتى تصل اليها، وعندما تصل وتنظر اليها لجمالها وروعة منظرها تعلم أنها أرض بكر قليل ما وطأت القدم فيها.
إنها وادي 'بئر العين' التى تقع على بعد 6 كيلو مترات فى حضن الجبل الشرقي من حي الكوثر، بين جبل السلاموني وجبل الحواويش، شرق سوهاج.
ذاع صيتها بين الناس في سوهاج وفى بعض المحافظات المجاورة بجمالها وقدرتها الساحرة على شفاء المرضي، وما تحتويه من مناظر طبيعية لم تعبث بها الأيادي البشرية.
لحظة وقوع عينك على وادي 'عين البئر' تشاهد بحيرة من المياه الجوفية صغيرة، بجوارها شجرة كبيرة تسر الناظرين، ويلاصقهما كتلة جبلية تتدفق من بطنها المياه على شكل عين وتعرف بـ 'عين السعفة ' وهى عبارة عن ينبوع مياه يهدر من قلب الجبل وبجوارهم حجرة كبيرة من الحجر بداخلها مقام لأحد المشايخ يطلقون علية 'شيخون' وعلى أمتار مسجد صغير، ويزين كل ذلك جبال متنوعة الأشكال والألوان.
تبعد عن تلك المنطقة بقرابة 3 كيلو مترات بحيرة طبيعية تسمى بحيرة الغزالة، وتصلح المنطقة لسياحة السفاري والمخيمات، والسياحة العلاجية، حيث تكثر بها الطيور الجميلة، والمناظر الطبيعية الخلابة.
اشتهرت تلك المنطقة التى توجد بها وادي 'بئر العين' بأنها مبروكة تعالج المرضى، وعدم الإنجاب، والزواج، حيث يأتي اليها النساء من كل فج عميق للتبرك بها، من أجل الانجاب والزواج حسب معتقداتهم، ومياهها الكبريتية لها أثر كبير في فك السحر والأعمال.
وسبق وحذر الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج السابق، المتخصص في المياه الجوفية، أن مياه 'بئر العين' تحتوى على كربونات عالية من الكالسيوم وتصيب الكلى بالأمراض في حالة تناولها بكثرة، وأنها عبارة عن تجمعات الأمطار التي تسقط على الصحراء الشرقية وليست معجزة كما يتخيلها الكثير من الناس.
وأضاف عزيز، أن العين مرتبطة بالوادي وهى عبارة عن فتحة في الجبل أو ينبوع من الماء غير صالحة للشرب، ويقصدها الأهالي للتبرك بها وبالمكان.
وأكد أشرف عكاشة، موظف بالأثار، أن ما يروى من حكايات عن الدور العلاجي لـ 'عين السعفة'، والمعتقدات القديمة والراسخة عند البعض، غير حقيقي، وأن ذلك لا ينتقص من قيمة وأهمية وادي 'بئر العين'.