مع اقتراب ذكرى رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والتي تحل في شهر مارس من كل عام، ويُحييها عشّاق الفن الأصيل بالاستماع لأغانيه التي تسري في عروق ودماء كل المصريين والوطن العربي أجمع، التقت 'أهل مصر' مع شبيه للعندليب يكاد يكون صورة طبق الأصل منه، ما جعل الأهالى يلقبونه بـ'عندليب البحيرة' وكان ذلك الشبه سببًا فى شهرته.
'يخلق من الشبه أربعين' هذا ما ينطبق على 'عادل توفيق عبد القادر خليل'، صاحب الـ 58 عامًا، ابن مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، والذي يعمل موظفًا بمجلس المدينة بذات البلد، ويعشق التمثيل ويهواه إلى حد التتيّم.
في البداية، يقول شبيه الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، إن قصته بدأت عندما لاحظت شقيقته الكُبرى وجه الشبه الكبير بينه وبين العندليب منذ الصِغر، وفي البداية لم يكُن يُصدق ذلك، ولكن مع مرور الوقت وجد جميع المحيطين به قد لاحظوا ذلك الشبه، وحينها تأكدت لديه جميع ظنونه، وغَمرته السعادة والفرحة، نظرًا لولعه وشغفه الكبير منذ صغره بالعندليب الأسمر.
ويُضيف 'خليل' لـ'أهل مصر'، أن ذلك الشبه دفعه للالتحاق بفرقة البحيرة للفنون المسرحية لأكثر من 25 عامًا، لأنه كان شغوفًا بالوقوف على خشبة المسرح، وعمل مع الكثير من المُخرجين والمُمثلين بالعديد من المسرحيات، منها 'رطل لحم'، و'حالفين'، و'الغجرية' و'العسكري والإرهابي'، وأفلام سينمائية منها 'الرحلة المجهولة'، و'جوازة ولا جنازة'، و'البريئة والقانون' مع الفنانة عايدة رياض.
ويُتابع أنه قَدّم بالعديد من المسابقات، منها مسابقة 'من يشبه العندليب!' التي قدمتها الإعلامية آمال فهمي مُقدمة برنامج 'على الناصية'، والإعلامية آمال عثمان رئيس تحرير جريدة أخبار النجوم في ذلك الوقت، والملحن محمد حمزة، والمصور الخاص بالعندليب، وتقدّم مئات المتسابقين ولم تلقَ لجنة التحكيم الهدف المطلوب، ولكن في نهاية المسابقة عندما حلّ دوره والتقت اللجنة به، قالت عنه الإعلامية آمال عثمان 'هو ده اللي عوّضنا عناء اليوم كله' وسط دهشة بالتشابه الكبير وفرحة من اللجنة، وحينئذ فاز باللقب عن جدارة، وأطلقت عليه الإعلامية آمال فهمي لقب 'عندليب البحيرة'.
واستطرد شبيه العندليب: 'ابني الكبير أحمد هو كمان شبه عبد الحليم في بداية عمره، وبفتخر بهذا الشبه'، مضيفًا: 'زمان كانت فرقة البحيرة بتنقّي ممثلينها، حتى الفنان محمود الجندي رحمة الله عليه قدّم بالفرقة ولكن تم رفضه، وده يدل على تدقيق المسؤولين بالفرقة'.
واختتم 'خليل'، حديثه لـ'أهل مصر'، بانتقاده لأغاني المهرجانات واصفًا كلماتها بـ'المبتذلة' وغير المفهومة، مناشدًا الجيل الحالي الارتقاء بالذوق العام بالأغاني حتى لا يضيع كل ما قدمه مطربين الزمن الجميل.
يذكر أن الفنان عبد الحليم حافظ، وُلد بقرية الحَلَوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، في 21 يونيو 1929، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة، التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين، وعَمل مدرسًا للموسيقى بإحدى المدارس، ثم قدم استقالته والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية، وقدم العديد من الأغاني منها: يا حلو يا أسمر ، صافيني مرة، أسمر يا أسمراني، أنا لك علطول، فاتت جنبنا، الهوى هوايا، قارئة الفنجان وغيرها من الأغاني، وقدم العديد من أدوار البطولة بالأفلام، منها: لحن الوفاء، الوسادة الخالية، شارع الحب، يوم من عمري، الخطايا، أبي فوق الشجرة وغيرها من الأفلام، حتى انتهى به العمر، وتوفي في 30 مارس 1977، وسط أسى وحزن كبير بالشعب المصري والوطن العربي