من أجيرًا لسارحًا في حب الله ...قصة «شعبان أبو نابت» مجذوب الناي بالأقصر

النابت
النابت

هناك صدف غريبة تحدث مع الإنسان، تكون سببًا في شهرته وتغيير مسار حياته جذريًا، وهذا ما حدث بالفعل مع شعبان أبو نابت، أو كما يطلق عليه 'مجذوب الناي'، الذي أصبح رمزًا من رموز كورنيش النيل بالأقصر، بعد تعرضه لقصة غريبة جعلته سارحًا في حب الله ورسوله وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وجعلته يجلس يوميًا يعزف الأغاني على الناي، ليطرب بها آذان المترددين على الكورنيش من أهالي المحافظة والأجانب الذين يفدون إليها من مختلف أنحاء العالم.

ويروي الفنان شعبان أبو نابت، ابن منطقة سكن الدريسة بوسط مدينة الأقصر، لـ ' أهل مصر' قصته مع الناي قائلا :'أنني تعلمت العزف على الناي منذ صغري، وكنت أعمل أجيرًا في أعمال المقاولات لعدة سنوات، وبعد أحداث ثورة يناير التي أثرت سلبًا على السياحة في الأقصر، وأوقفت العديد من الأعمال، وزادت البطالة، فكان له حظَا سيئًا أثر في فقد عملي فظليت بدون عمل لفترة كبيرة، ثم التقي بي أحد المجاذيب المحبين للعارف بالله الشيخ السيد البدوي' عن طريق الصدفة .

وتابع: 'لم أعرف اسم هذا الشخص ولم أقابله سابقًا، ولكنه قام بإهدائي مجموعة من السبح وعلقها برقبتي، بالإضافة إلى قماشة من ضريح السيد البدوي، ووصاني بعدم خلعهم طوال حياتي، وحين موتي يقوم أبنائي بدفنهم بجواري في قبري'، مشيرًا إلى حرصه على تنفيذ هذه الوصية، رغم عدم معرفته بمن قام بتوصيته حتى الآن، ثم أصبحت من وقتها سارحًا في حب الله ورسوله وآل بيت النبي، وأتردد على أضرحة أولياء الله الصالحين لمجالستهم.

وأكد ' النابت' أنه يشعر براحة نفسية كبيرة بتلك الأماكن، وخاصة عند مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم، مستخدمًا في ذلك الناي الذي لا يفارقه'، لافتًا إلى أن الناي الذي يحمله دائمًا ويعزف عليه منذ صغره بالرغم من أنه مصنوع من البوص، إلا أنه يعد الحياة بالنسبة له، وقيمته عنده أغلى من الذهب والفضة.

ولفت ' مجذوب الناي' إلى أنه ذات يوم منذ عدة سنوات قابله أحد الشباب وهو يعزف على نايه ، فطلب منه أن يدعوا الله لتحقيق حلمه بالسفر لإحدى دول أوروبا للعمل، فقام بالدعاء له، ليفاجئ بعد ذلك بسنوات بحضور الشاب له حاملًا في يده ناي جديد، مقدما أياه له كهدية وعندما سأله عن سبب هذه الهدية أخبره بأنه استطاع السفر إلى ألمانيا، عقب دعائه له مباشرة وهذا الناي اعترافا بجميل الدعاء، موضحًا أنه كان في أمس الحاجة إلى ناي جديد في ذلك الوقت، بعدما عفا الزمن على القديم، وأن الجديد مكنه من السهولة في العزف أكثر بكثير من القديم.

وتابع حديثه قائلا :'الأيام اللي مفيهاش ليالي مشايخ بحب أقعد على الكورنيش بعد تطويره، أعزف للناس، والرحلات المصرية والأجانب بيصوروني وبيستمعوا لعزفي، حتى فيه صاحب فرقة سمع عزفي، وطلب مني الانضمام لفرقته الموسيقية في القاهرة، وأنا قولتله ان العزف ده هواية مش بأخد عليه أجر، فانا مش بطلب من حد فلوس، ولكن لوحد اداني حاجة مش برفضها رزق من فيض الكريم'.

واختتم حديثه، بالدعاء للأقصر أن ينعم الله عليها بالأمن والأمان، ويتمنى أن تكون أجمل بلد في الدنيا، وتعود السياحة كما كانت سابقًا، لتوفير عمل للجميع، مؤكدًا أنه بازدهار السياحة في المحافظة تتوافر فرص عمل للعديد من الشباب والأهالي في العديد من المجالات.

WhatsApp
Telegram