أصوات من السماء.. بهذه الكلمات نوصف أول فرقة إنشاد ديني خاصة ببورسعيد، حيث إنهم يأملون برفع إسم مصر، عاليا في المحافل الدولية، وأن تحتضنهم بلدهم عاصمة الثقافة 'بورسعيد'، وعلى الرغم من أن كل منهم له صوت مختلف، وطبقات صوتية تميزه عن الآخر إلا أنهم في النهاية اجتمعوا على شيء واحد وهو الإنشاد بصوت عذب.
إنها أول فرقة خاصة لمجموعة من شباب بورسعيد، للإنشاد الديني بدأوا منذ شهر في غزو مجال جديد 'للفن الروحاني'، الذي يختلف تماما عن معظم المجالات الفنية، لينفردوا ويبدعوا في آدائه، لإحياء التراث الديني ببورسعيد، بل مواهب ربانية لإحياء فن روحاني، طموحهم بأن يصل ذلك الفن إلى العالم العربي بأكمله.
الاتحاد قوة
يقول علاء الإسناوي، الشاب البورسعيدي الذي يبلغ من العمر 26 عاما، وأحد أفراد الفرقة،: 'إن كل منا بدأ بمفرده وحاول الوصول لأن يصبح منشدا معروفا سواء على المستوى المحلي أو باشتراكه في بعض المسابقات الدولية ولكن لم يحالفنا الحظ، وبعد عدم توفيقي في مسابقة الشارقة التي كنت آمل أن أحقق بها أحلامي، فقررت ألا أستسلم لليأس بل أحاول جاهدًا أن أظهر موهبتي للنور، وبالفعل التقيت بمجموعة من الشباب الذين يتمتعون بأصوات عذبة، وأرادوا أن يحققوا أحلامهم، فقلت بأن الاتحاد قوة وبدلا من الانضمام إلى فرق من خارج بورسعيد، نكوّن فرقة بورسعيدية، وبالفعل عاهدنا أنفسنا على أن نكون يدًا واحدة، حتى نستطيع أن نظهر بصورة مشرفة كأبناء بورسعيد وممثلين لمصر، وبالفعل كونا فرقة من 6 أفراد، لإحياء التراث الديني، واستطعنا خلال شهر واحد من ظهورنا القيام بإحياء ثلاثة حفلات في مناسبات دينية، وأتمنى أن نصل برسالتنا الفنية الروحانية إلى العالم العربي وليس بورسعيد فقط'.
الهواية تحقق الأحلام
ويضيف محمد مهران، أحد أفراد الفرقة، يبلغ من العمر 25 عاما، حاصل على بكالوريوس حاسب آلي، أن اتجاهه إلى مجال الإنشاد الديني كان حلم بالنسبة له وأراد أن يحققه، مضيفا: 'على الرغم من أن دراستي تختلف تماما عن هوايتي إلا أنني أرى أن الهواية هي التي سوف تحقق جميع أحلامي وخاصة أنني أعمل مدرب إنشاد ديني تابع لوزارة الشباب والرياضة، وأقوم بتدريب من سن 8 أعوام حتى 18 عاما'.
خطوة أولى لتحقيق الحلم
ويُعقّب عبد المجيد إبراهيم، 24 سنة، حاصل على بكالوريوس نظم معلومات إدارية، بأن 'فن الإنشاد الديني يعتبر هواية بالنسبة لي منذ الصغر، وعندما عرض عليّ الانضمام إلى الفرقة رحبت جدًا بالفكرة واعتبرتها خطوة أولى لتحقيق حلمي، وعلى الرغم من أن إمكانياتنا ضعيفة لأننا ما زلنا نضع أقدامنا على بداية الطريق إلا أن ثقتي في الله وفي زملائي كبيرة جدا'.
فن جميل وراق
ويقول محمد سمير، 25 سنة،: 'لكل منا صوت مختلف عن الآخر ولكن بشهادة الجميع أنها أصوات عذبة وتتلاقى معا وكأنها صوت واحد، فأتمنى أن نقدم فن جميل وراقي يتناسب مع أزواق المستمع بل نقدم له مادة روحانية جميلة'.
غذاء للروحبينما يؤكد منعم مجدي، طالب بكلية الصيدلة، 22 عامًا، أحد أفراد فرقة الإنشاد الديني، أن هناك فرق كبير جدًا بين دراستي وهوايتي وأنا اعتبرت الهواية جزء من أحلامي، فإن كنت سأقدم العلاج للمريض كطبيب صيدلي، فأنا أقدم غذاء للروح كمنشد ديني، ويجب أن أنجح في كلا المجالين لأنهما اختياري'.
واختتم سيد حسن، 27 سنة، بأن 'فرقة الإنشاد الديني التي قمنا بتكوينها خلال فترة قليلة تعتبر هي البيت بالنسبة لنا جميعا، الذي يجب أن نحافظ على مظهره حتى يستقبل الضيوف بالترحاب، ولا بد أن يكون لنا شيء يميزنا عن غيرنا كفريق، وأتمنى أن نحقق كل ما نتمناه مع تطوير الفرقة بشكل مستمر لتحقيق الهدف المرجو منها، كما أتمنى دعمنا من جميع التنفيذيين بالمحافظة'.
تبنّي ودعم الفرقة
من جانبه أشاد ممدوح التابعي، مدير مكتبة مصر العامة ببورسعيد، بفرقة الإنشاد الديني، وأكد أن اختيار هؤلاء الشباب هذا المجال يعتبر اختيار موفق ودليل على إيمانهم برقي موهبتهم لأنه فن يضيف حالة إيمانية وصفاء للنفس ويعتبر ذلك مبادرة قوية منهم.
وأضاف التابعي، أنه يجب على جميع مؤسسات الدولة دعمهم وتوفير كافة الإمكانيات لهم وأول شيء هو الدعم المعنوي لنشر موهبتهم من خلال المؤسسات القوية وأهمها وسائل الإعلام التي لها دور كبير في إبراز موهبتهم، مضيفا أنه ليس لديه أدنى مشكلة أن يقوموا بعمل بروفات الفرقة على مسرح المكتبة، ولدينا 20 مكتبة على مستوى محافظات مصر، فإن أرادوا نشر موهبتهم عن طريق تلك المكتبات فليس هناك مانع من ذلك، ويجب على رجال الأعمال تبني هذه المواهب عن طريق المشاركة المجتمعية بدعم حفلاتهم والاستعانة بهم فى إقامة الحفلات بدلا من الاستعانة بآخرين من خارج المحافظة.
ولفت إلى أنه يجب على أعضاء فرقة الإنشاد الديني، أن يتحدوا مع بعضهم حتى يقدموا مادة روحانية تؤدي إلى راحة نفسية المواطن في حاجة إليها باستمرار.