اعترافاً بجميلهم وعرفانا بفضلهم، تحتفل مصر في التاسع من مارس من كل عام بيوم الشهيد، الذي يوافق ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق عام 1969، وهو يوم يمثل رمزا لكل الشهداء الأبرار، تخليداً لذكراهم الطيبة، الذين استشهدوا دفاعاً عن الوطن وترابه المقدس، فالشهادة في سبيل الأوطان من أسمى وأغلى الأماني، ووسام على صدر من ينالها وأسرته.
وعرض «أهل مصر» بثاً مباشراً مع والد الشهيد هشام عبدالفتاح علم الدين، بقرية الحسينات التابعة لمركز أبوتشت بمحافظة قنا، الذي استشهد في فض اعتصام رابعة في عام 2013.
وقال عبدالفتاح علم الدين، والد الشهيد، إن الشهيد هشام هو الابن الأكبر بين 5 أبناء ”ولدين و3 بنات“، واستشهد في فض اعتصام رابعة في يوم الأربعاء الموافق 14/8/2013 وكان مقر خدمته العسكرية في القوات الخاصة في الداخلية في محافظة المنيا، وتم استدعاؤه لفض اعتصام رابعة.
مظاهرات واشتباكات
وعن كيفية تلقيه خبر استشهاد ابنه، أوضح أنها كانت لحظة صعبة لا تُنسى، لافتا إلى أنه ليلة استشهاده اتصل للاطمئنان عليه عدة مرات على غير العادة، وفي صباح اليوم التالي عندما علم الأب بقيام مظاهرات واشتباكات اتصل على ابنه فكان تليفونه مغلقاً، فاتصل على زميل له من نفس القرية، فأخبره بعد جدال طويل أن ابنه ”هشام“ استشهد أثناء فض اعتصام رابعة، فوقع عليه الخبر وقع الصاعقة.
وتابع: أنه تحرك هو وأهله وعائلته إلى بني سويف، وعندما وصلوا إلى المستشفى في يوم الخميس وجد ابنه قد تم تغسيله في المستشفى، والدم يسيل منه، ووجهه أبيض ناصع البياض، ولم يجد سيارة نقل الموتى، فنقله بسيارته الخاصة، وعندما وصلوا إلى القرية كانت هناك جنازة مهيبة، حضرها الآلاف من أهالي قرية الحسينات والقرى المجاورة.
وعن أبرز المواقف التي يتذكرها مع ابنه، قال والد الشهيد، إنه لعب معه ذات يوم لعبة التحطيب باستخدام العصا، ولكن لم يستطيع التغلب عليه، فقد كان متمكناً في لعب العصا.
إطلاق اسمه على المدرسة الإعدادية
وعن مظاهر التكريم التي نالها الشهيد وأسرته، أشار ”عبدالفتاح“، إلى أن القيادة السياسية ووزارة الداخلية ومحافظة قنا لم يقصروا معهم أبداً، وتم تكريمهم في العديد من المناسبات المختلفة، وتم منحه ووالدة الشهيد فرصة الحج إلى الأراضي المقدسة، وإطلاق اسمه على المدرسة الإعدادية بقريته وهي ”مدرسة الشهيد هشام عبدالفتاح الإعدادية“، كما منح المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية آنذاك اسم الشهيد وسام الاستحقاق من الطبقة الخامسة.
وناشد والد الشهيد، وزير الداخلية ووزير التنمية المحلية ومحافظ قنا، بتعيين ابنه ”علم الدين“ شقيق الشهيد ”هشام عبدالفتاح“ في وظيفة حكومية، موجها الشكر والتقدير للقيادة السياسية ووزارة الداخلية ومحافظة قنا، لما قدموه له وأسرته من دعم معنوي ونفسي طوال السنوات الماضية، وتكريمهم في العديد من المناسبات المختلفة.