لم تترك المرأة مجالًا إلا وعملت فيه، حتى أصبحت تمتهن مهن الرجال الشاقة ، فعملت في الأسمنت والطوب والفراشة والحدادة والنجارة وأخيرًا تظهر المرأة الدمياطية كأشطر أُسطى استورجي.
'لا اعتبر مساندتي لزوجي هي 'رد للجميل ' بعد أن تحملني في مرضي على مدار ٣ سنوات، بل اضطر إلى الاستدانة من أجل علاجي، لذا فلو استدعى الأمر أن أضحي بحياتي من أجله لفعلت.. هكذا بدأت تروي عزة حامد السيدة التي تبلغ من العمر '٣٨' عامًا لـ'أهل مصر'، كيف أصبحت أشطر أسطى استورجي بمحافظة دمياط.
زوجي عافر من أجل علاجي
قالت الأسطى عزة، إنه مهما بلغت قسوة الزوج، وحدته في التعامل، إلا أنه دائمًا هو السند فربما تكون قسوته هي 'طبع'، ومع ذلك لابد وأن نقف بجوار الزوج وقت الشدة، فزوجي لم يتركني في مرضي عندما أصبت بجلطة في جميع جسدي ، منعتني من الحركة ، ظل يعافر مع الدنيا من أجل توفير العلاج لي، و رغم أن حاله 'على الأد'، إلا أنه استدان من 'طوب الأرض' من أجلي.
مرض زوجي وأصبح طريح الفراش
وأضافت عزة قائلة: الحمد لله بعد ٣ سنوات من الألم والمرض تم شفائي، و لكن لم تكتمل فرحتنا فأصيب زوجي بمرض في الكبد وحالته متأخرة لينام طريح الفراش، ولم يستطيع الحركة، وكان لابد وأن أفكر في النزول للعمل وخاصة أن لدينا ٣ أولاد .
تعلمت من زوجي مهنة الأستورجي
وتابعت: قررت النزول للعمل بورشة صغيرة قمنا بعملها في مكان بعيد عن المنزل حتى لا نعمل عند أصحاب الورش، وكنت قد تعلمت من زوجي مهنة 'الاستورجي' كأنني كنت أشعر بأن الحياة تخبأ لنا شىء .
الست الأصيلة يظهر معدنها في الشدة
وتابعت الأسطى الاستورجي حديثها، بالفعل نزلت الورشة أنا ونجلي الذي يبلغ من العمر ١٧ عامًا من أجل مساندة زوجي في مرضه، و تربية أولادي، مضيقة: 'وقلت لنفسى ' الست الأصيلة ' يظهر معدنها فى وقت الشدة و لابد أن أثبت للجميع بأن المرأة تستطيع أن تعمل و تقف لتواجه الأعباء والمسؤلية مثل الرجل تماما، و لا تمد يدها لأحد، بل لابد وأن أسدد ما علينا من ديون حتى لا تتفافم' .
طلاق الأبنة ضاعف المسؤولية
واستطردت الأسطى عزة في حديثها قائلة: 'الغلبان ما بيشبعش غلب 'زوجنا ابنتنا و لكن للأسف لم يمر شهور على زواجها إلا أنه تم الطلاق لأن زوجها غير جدير بالمسؤولية، وعادت ابنتي لتعيش معنا في منزلنا الذي يبعد عن الورشة بمسافة بعيدة، لتزداد المسؤلية على.
وتابعت: أحاول بقدر الإمكان أن أعمل طوال يومي، والعمل يتطلب مني وقت وجهد كبيرين، بالإضافة إلى رعاية زوجي وأولادي، فأحيانا ضغط الشغل يضطرني إلى المبيت في الورشة وهم جميعًا معي.
رد الجميل.. و قرض بشاير الخير
واختتمت الزوجة، قائلة: 'أن وقفتي للعمل في الورشة من أجل زوجي وأولادي لم تكن ردًا لجميله ولكنه واجب، فالزوجة لابد أن تكون السند لزوجها دائمًا وتسعى معه وتشاركه، وعندما ضاق بي الحال لجأت إلى عمل قرض 'بشاير الخير' من جمعية المشروعات الصغيرة بدمياط قدره ١٠ آلاف جنيه حتى اشترى به مستلزمات الورشة، والحمد لله ربنا بيرزقنا وبنسدد قيمة القرض في موعده أيضًا'.