في جوف قرية صغيرة تبتعد 22 كيلو متر عن مدينة سوهاج، بمركز ومدينة المراغة يوجد مسجد باصونة 'ال أبوستيت'، أحد أشهر مساجد سوهاج بعد مسجد العارف بالله، والذى وصلت شهرته للعالمية بسبب فوزة بلقب أفضل مسجد في العالم بجائزة عبداللطيف الفوزان للعمارة بعد سباق وتحدى مع 26 مسجد أخر من أرجاء العالم.
كان المسجد متهالك من الطوب والجدران اللبنية والحمراء القديمة، وسقفه من الجريد والعروق، ويعتبر أقدم مسجد بالقرية، وله أهمية كبيرة، حيث يقام بجوار المقابر، فكل صلاة جنازة يصلى فيها على المتوفى بداخلة.
جاءت الأمطار الغزيرة في بداية التسعينات، وانهمرت على كافة البلاد وأثرت كثيرًا على حالة المسجد وتصدعت جدرانه والحقت به ضررا كبيرا، ما جعل أهل القرية يبحثون عن ترميمه، ولكن الدكتور أسامة الأزهر بحث عن إعادة بناءه بعد هدم ليكون على الطراز العالمي الحديث مستعينا بأحد أصدقائه من المهندسين يدعى وليد عرفة.
وعلى الرغم من ضيق مساحة مسجد باصونة إلا أن المهندس المعماري للمسجد استطاع أن يصل به إلى العالمية ويحصد المركز الأول في مسابقة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، والتي بدأت 2011، وتقام للدورة الثالثة التي حصل فيها المسجد على جائزة المسابقة.
واستخدم المهندس المعماري في بناء المسجد طرق وابتكارات معمارية جديدة، والذي جعل جامع باصونة في سوهاج يصل الى العالمية بهذه التصاميم الرائعة، ويلفت انتباه العالم الإسلامي أجمع ويجعل أسم قرية باصونة في السماء، وأصبح المسجد أو مزارات القرية لمن تدب قدمه فيها.
يذكر أنه تشبه المئذنة في مسجد باصونة حرف الألف، وكذلك محراب المسجد هى من ضمن الابتكارات الفريدة، كما أن مدخل المسجد مستوحى من مسجد قرطبة الكبير الموجود في الأندلس بتصميماته الرائعة والمثالية.
ويتميز التصميم المعماري لقبة مسجد باصونة “أبوستيت' بوجود بروز يسمى الزاوية الفاضلة، وهي التي تشبه نمو زهرة عباد الشمس، حيث قام المهندس بابتكار برجل مخصص لضبط هذه الزوايا، وذلك لسهولة بناء القبة بالطوب بانتظام.
الجدير بالذكر أن مساحة المسجد تقارب 450 متر، ولا يوجد به إلا شباك واحد، والتهوية والضوء يأتي من الفتحات التي تم عملها بالسقف، لمنع دخول الاتربة والرياح إلى المسجد.
ولاقى تنفيذ المسجد بعد الانتهاء منه حالة من الفرح والسعادة من الأهالي بالقرية والقرى المجاورة، بسبب المنظر الجمالي والطرق الحديثة والمواد التي تم بناءه منها ما يجعل المسجد رطب وجيد التهوية بدون دخول أتربة وخلافه، وتمكن المهندس المعماري من المنافسة بالمسجد في مسابقة عالمية وحصوله على المركز الأول عالميا.