اجتمعت الأحزان في بيتها، تلك السيدة التي بلغت من العمر أرزله، إذ فقدت زوجها برحيله، حزنا على نجله الأكبر الذي فقدوه في غمضة عين، واختتمت الأحزان بمصرع نجلها الأصغر سندها وعائلها الوحيد، وراح شهيدا للقمة العيش، فكان على موعد مع انتهاء الأجل، في محافظة المنوفية.
إنها السيدة السبعينية 'فاطمة محمد فرج'، المقيمة بقرية ملامس بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، روت لـ'أهل مصر' والدموع بعينيها، والآلم يسلب روحها، تلقيها خبر وفاة نجلها العشريني، الذي كان يستعد لحفل زفافه خلال أيام عيد الأضحى المقبل.
واستكملت حديثها بصوت مختنق ولب شارد وكأنها ترى أمام ناظرها مشهد مصرع فلذة كبدها: 'إبني 'محمد عبد العظيم التهامي' والبالغ من العمر 23 عام، يعمل مبيض محارة وطلع شغلانة في أشمون في المنوفية هو وابن أخوه، متابعة: 'جالي اتصال من الجامع في المنوفية، قالولي ابنك مات وكان بينقذ ابن أخوه البالغ من العمر 37 عاما، وهو بيسقط من أعلى السقالة وقعوا مع بعض'.. وانخرطت في بكاء ونحيب، راجية من الله الصبر.
وأضافت: 'كل اللي لي في الدنيا سابوني لوحدي، لي ولد عمره 25 سنة ودخل السجن في قضية تستر على سلاح، لافتة إلى سجنه منذ أكثر من نحو 7 سنوات من إجمالي مدة سجنه التي تبلغ 25 عام، مشيرة إلى وفاة زوجها حزنا عليه، فبقي لها التوأمان 'إيمان ومحمد'.
متابعة: 'فضل لي محمد وكان بيصرف عليا وعلى أخوه في السجن وأخته التوأم شال مصاريف جوازها، معلقة: 'شال الهم من صغره، ولما قرب يفرح مات، مشيرة إلى أن حفل زفافه كان في أسبوع عيد الأضحى من الشهر الجاري'.
وناشدت الأم المكلومة 'فاطمة محمد فرج' من قرية ملامس منيا القمح بالشرقية السيد رئيس الجمهورية الرئيس 'عبد الفتاح السيسي' خلال بث مباشر أجرته محررة أهل مصر على الصفحة الخاصة 'أهل مصر سبوت'، بالعفو عن نجلها فهو عائلها الوحيد، وترجوه من الدنيا.
فيما أضافت خطيبة الفقيد والألم يعتصر قلبها أنها كانت تستعد لحفل زواجها خلال أيام عيد الأضحى، معلقة: 'كل حاجة راحت وفقدته كان حبيبي وفرحتي وطلبي كان مجاب عنده'، وناشدت 'إيمان' توأم الفقيد بالعفو عن شقيقها الأكبر إذ لم يعد لها ووالدتها في الدنيا سواه.
كان قد لقي شخصان مصرعهما إثر سقوطهما من أعلى سقالة بالمسجد الكبير بقرية صراوة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية.
تعود أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء سالم الدميني، مدير أمن المنوفية، اخطارًا من مأمور مركز أشمون يفيد بمصرع محمد التهامي، و أحمد عبد العظيم التهامي المُقيمان بملامس بمركز منيا القمح التابعة لمحافظة الشرقية، إثر سقوطها من أعلي سقالة بالمسجد الكبير بقرية صراوة التابعة لمركز أشمون.
و بالإنتقال والفحص تبين أن المقاول والد أحدهما وشقيق الأخر وأكد أنهما سقطا نتيجة إختلال توازنهما من أعلي السقاله أثناء ترميم المسجد الكبير بقرية صراوة، وقررت النيابة صرفة من سراي النيابة، وتم تحرير المحضر رقم 8530 إداري مركز أشمون.
وشيع أهالي قرية ملامس التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية والحزن بخيم عليهم جثمان الشابين العم وابن شقيقه إلى مثواهما الأخير في مقابر القرية.