خرجت لتتنزه مع ابنتها وأقاربها فى شارع مصر ببورسعيد، و لم يخطر ببالها أنها ستفقد روحها نتيجة عمل خير قامت به.. تروى ابنة الحاجة 'هويدا أبو النصر' مأساة والدتها التى تبلغ من العمر ٥٩ عاما وراحت ضحية فض 'خناقة' بين سيدتين في إحدى حدائق بورسعيد
تقول ابنة الضحية: ' اعتدنا كل يوم خميس على الخروج للتنزه مع خالتى وأولادها وفى يوم الواقعة '3/7' ذهبنا إلى شارع مصر المجاور لحديقة المنتزه وجلسنا على الكراسى، وبعد فترة لاحظنا وجود مشكلة بين سيدتين، اشتدت بينهم وتحولت إلى 'خناقة ' ما جعل والدتى تتدخل محاولة فضها، خاصة أن إحدى السيدتين كانت قوية البنية هي وابنتيها و(تفرد عضلاتها) على الأخرى'.
وتابعت ابنة ضحية الشهامة: 'للأسف بنات السيدة الأولى استهزءوا بوالدتى، وعندما وجهت لهم كلام بأنه (عيب اللى بتعملوا ده.. احترموا كبار السن)، هددوها بالضرب لدرجة أننى قمت وبختهم وبعدها ضربوا والدتى فى صدرها وهى مريضة حساسية صدر وضغط وسكر، فشعرت أمي بالتعب وقالت لي مش قادرة أتنفس أنا بموت سيبيني وامشى، لم تتحمل الإهانة والضرب، خاصة أن بنات السيدة كبار تتخطى أعمارهن الثلاثين عاما وأجسامهن ضخمة'.
واستكملت الابنة حديثها: 'اتصلت بالإسعاف وكنت فى حالة هستيريا لم أصدق ما حدث لوالدتى، ركبنا سيارة الإسعاف وشعرت أن أمي فى خطر لأن قلبها توقف، حتى وصلنا المستشفى وهناك بالفعل تأكدت من وفاة والدتى بعد محاولات لإنقاذها من الفريق الطبى'.
و استطردت الابنة: 'خشيت من تشريح جثة والدتى و لذا قلت فى النيابة لا أتهم أحدا حتى أقوم بدفنها.. إكرام الميت دفنه'.
واختتمت الابنة كلامها بعيون باكية، قائلة: 'لم أعلم أن الإحسان جزاءه الموت، أمي سيدة مسالمة وطيبة كانت تسعى لعمل الخير، وللأسف جراء هذا الخير فقدتها فهى كانت تتحمل مسؤلية شقيقى تامر الشاب الذى يبلغ من العمر ٢١ عاما، ويعانى من إعاقة حركية فى إحدى قدميه وهي بالنسبة له كل حياته، وبالنسبة لنا السند وكنا لا نحمل أى هموم فى وجودها، لا أعلم ما هو مصير شقيقى بدونها'.
من جانبه، قال تامر نجل ضحية الشهامة: 'تعلمت من أمى أن الخير موجود بين البشر ولكنها لم تقل لى أنه موجود بين بعض الناس وليس الجميع، فهى رحلت عنا فى غمضة عين، ورحيلها أثر في ولم أفكر كيف سأعيش بدونها'.