جمعهم الحب والألفة والقرابة، ولم يتمكن الموت من تفرقتهم، ارتبطت قلوبهم منذ سنوات، وأكملا طريقهم وتزوجا منذ قرابة عام، وسط فرح وسعادة ومرح من أهل العروسين وتعاهدا على أن يكملا حياتهما سويًا.
وغالبًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فخطط كلاهما لمسيرة حياة طويلة هادئة وإنجاب أطفال وتكوين أسرة، ولكن قدر الله نفذ ولم يتمكنا من استكمال ما تطلعوا إليه، تل قصة واقعية بطلها عريس، يُدعى مساعد، وبطلتها تُدعى مها، الزوج في منتصف عقده الرابع والزوجة في منتصف العقد الثالث من العمر، تزوجا منذ قرابة عام، وتوفيا سويا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بسوهاج.
خرج الزوج وزوجته برفقة حماته من أجل توقيع الكشف الطبي عليها وعلاجها في محافظة أسيوط، وبعد أن قضى جميعهم يومًا كاملًا في رحاب محافظة أسيوط بين الإطفاء ومعامل التحاليل والأشعة، عادا سويا متجهين إلى محافظة أسوان مسقط رأسهم، على الرغم من التعب الذي أنهكهم إلا ان الزوجين كانا في قمة السعادة للسعي في علاج والدتها وحماته.
وشاءت الأقدار إلا يعود الثلاثة على أقدامهم كما خرجوا صباحًا، وعاد الجميع محمولين على الأعناق، حيث اصطدمت السيارة الميكروباص التي يستقلونها بسيارة نقل بالطريق الصحراوي الغربي، وتوفي 17 شخصًا كانوا من بينهم، وأصيب 4 آخرين.
وضجت محافظة سوهاج، وتعالت الأصوات بسبب فجاعة الحادث، وتم الدفع بـ21 سيارة إسعاف وانتقال كافة القيادات بالمحافظة إلى موقع الحادث، وتم استقبال أهالي الموتى ومساعدتهم في إنهاء إجراءات الدفن، ونقل الجثث إلى موطنهم الأصلي للدفن.
واستقبل أهالي أسوان الزوجين والسيدة بحالة من الحزن الشديد، سائلين الله أن يغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
