تُعد حرفة صناعة الأثاث من جريد النخيل من الصناعات اليدوية التراثية بمحافظة قنا، والتي تكاد تكون في طريقها إلى الانقراض، إلا أن بعض أصحابها مازالوا يتمسكون بها، ورثوها أباً عن جد، وتمثل مصدر دخل لهم.
وتمثل صناعة الأقفاص والأسرة والكراسي النصيب الأكبر لدى الصناع، ولكن منهم من يُبدع في إنتاج أشكال وتحف فنية تواكب التطور، فيصنعون من الجريد الأباجورات والمراكب والنجف والترابيزات بأشكالها المختلفة، من بينهم 'محمد سيد'، البالغ من العمر 45 عاماً، أمهر حرفيى الجريد بمركز نقادة، جنوب محافظة قنا.
يقول محمد سيد، أمهر حرفيي جريد النخيل بمحافظة قنا، إن بداية عمله فى صناعة الجريد كان في سن مبكرة، حيث تعلم الصنعة على يد والده، ولم يكتفِ بذلك بل التحق بالثانوية الصناعية 'قسم الزخرفة' وهو ما ساعده على الإبداع وابتكار أشكال جديدة غير تقليدية بجانب صناعة الكراسى والأسرة والأقفاص التي يقبل على شرائها الزبائن.
ويضيف 'سيد'، أنه يستطيع صناعة أي مجسم باستخدام جريد النخيل، ويمكنه أيضاً أن يحوله إلى قماش يصنع منه ملابس، مستخدماً أدوات بدائية بسيطة مثل الهلال ومسمار العلام والقرمة والماسورة، مشيراً إلى أنه يشتري جريد النخيل من المزارعين والتجار، ثم يتم وضعه لفترة تحت أشعة الشمس حتى يجف قبل تشكيله.
ويتابع: أنه يقوم بصناعة الأباجورات والنجف، والمراكب الشراعية، وساعات الحائط، وألعاب التزحلق، والمكاحل، والستائر التي تستخدم كنوع من الزينة، التي يُحبها ويُقبل السياح على شرائها لاستخدامها كتحف أو انتيكات، مضيفاً أنه يصنع أيضاً الكراسى والأسرة والتربيزات بأحجام وأشكال مختلفة التي يقبل الزبائن على شرائها، لحبهم في الحرف التراثية التى تشتهر بها محافظة قنا.
ويشير 'سيد'، إلى أن الأشكال التي ينتجها من جريد النخيل تعتمد على مهارة ودقة، مناشداً المسئولين بضرورة الإهتمام بالحرف التراثية التي تشتهر بها بمحافظة قنا وخاصة جريد النخيل، مما يساهم في زيادة الدخل القومي، وارتفاع مستوى المعيشة، وتوفير فرص عمل للمواطنين.