عبر المستشار خميس البوزيدي ، المشرف على إدارة منظمات المجتمع المدني بجامعة الدول العربية عن سعادته على وجوده في مدينة الأقصر الضاربة في التاريخ والآسرة بفرط جمالها وصمود معالمها والخالدة ببهاء طبيعتها وحسن وطيبة أبنائها، موجهًا الشكر للقائمين على تنظيم هذا الحدث الهام احتفالا باليوبيل الفضي لاتحاد المستثمرات العرب.
كما وجه شكره لجهود الدكتورة هدى يسي، رئيسة الإتحاد، لتأمين كافة أسباب نجاح هذه الفعالية بما يؤكد مكانة الإتحاد ضمن منظومة مؤسسات المجتمع المدني العربية وريادة انشطته في تعزيز دور المرأة العربية المستثمرة وتمكينها في مجال ريادة الاعمال تحقيقا للتكامل الاقتصادي العربي المنشود وتفعيل فرص التعاون والتنسيق والاستثمار المشترك.
وأضاف قائلًا: "ويطيب لي، بهذه المناسبة، أن أنقل إليكم تحيات أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مؤكدًا لكم ما يحدو معاليه من حرص على دعم كافة المبادرات الرامية إلى تعزيز دور المجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيمانه الراسخ بالمساهمة القيمة للمرأة العربية المستثمرة في منظومة اقتصادات الدول العربية، كما لا يفوتني أن ابلغ كافة الحضور الكريم أخلص أماني سعادة السفيرة، الدكتورة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، بأن تكلل أعمال هذا المؤتمر بالنجاح وأن يحقق أهدافه في دعم الاستثمار العربي الإفريقي في المجالات التنموية والسياحية والصناعية بما يعزز التجارة البينية بين الفضائين.
وينعقد مؤتمر ومعرض الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي في دورته 25 تحت شعار "المجتمع المدني والتنمية المستدامة" برعاية جامعة الدول العربية التي اعتمدت الفترة من 2016 إلى 2026 عقدا عربيا للمجتمع المدني تحت عنوان "دعم أهداف التنمية المستدامة" من أجل تعزيز مشاركة منظمات المجتمع المدني العربي في تنفيذ الأهداف الإنمائية للتنمية وإيمانا منها بأن قطاع المجتمع المدني هو رديف الحكومات في العمل من أجل التنمية ويُكمل دورها ويتكامل معها في رفع الأعباء الاقتصادية والاجتماعية وكسب التحديات المختلفة التي تشهدها بلداننا العربية.
وتُوكل جامعة الدول العربية ما تحققه منظمات المجتمع المدني العربية من إنجازات وما تطرحه من مبادرات مبتكرة تساهم في تجسير الهوة بين الثلاثة قطاعات، الحكومي والخاص والمجتمع المدني وذلك من خلال انتهاج مقاربة تشاركية حقيقية ضمن منظومة تعاونية متكاملة تجسيدا لمعاني المسؤولية المشتركة بين جميع الأطراف لتحقيق طموحات شعوبنا العربية في الرخاء والرفاه والتقدم.
وانطلاقا من أن التنمية الشاملة والمستدامة تمثل جوهر الشراكة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني تتأكد ضرورة المضي قدما في تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة العربية إيمانا بدورها المحوري في الجهود التنموية ومشاركتها الفاعلة في الحياة الاقتصادية وقد تجلى ذلك في قصص نجاح لمستثمرات عربيات تميزن في دعم النشاطات الإنتاجية وخلق فرص العمل بفضل ما يتمتعن به من روح المبادرة والإبداع والابتكار، إن المشاركة الواسعة التي يشهدها مؤتمركم الموقر لضيوف أعزاء من دول إفريقية عديدة يؤكد متانة العلاقات العربية الإفريقية والتي تجسد عمق الروابط التاريخية والجغرافية وما يجمع الفضائين من تحديات مشتركة تستدعي مزيد التنسيق بين الجانبين لوضع برامج شراكة يكون لمنظمات المجتمع المدني دور في إنجازها خدمةً لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول المنطقتين العربية والإفريقية.
وتجسيما لهذه العلاقات المتميزة يستند التعاون العربي الإفريقي إلى جملة من الآليات التي مكنت من الارتقاء بالعلاقات العربية الإفريقية إلى مراتب أفضل من التنسيق والتشاور بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تتواصل الاستعدادات لعقد الدورة الخامسة للقمة العربية الإفريقية بالمملكة العربية السعودية خلال سنة 2023 بما ستفتحه من آفاق جديدة لمجالات التعاون بين الفضائيين تحقيقا لمصالحهما المتبادلة.
كما يتم التنسيق بين الدول العربية والإفريقية لعقد عديد الاجتماعات المشتركة خلال الفترة القريبة القادمة ومن أهمها الاجتماع العربي الإفريقي الرابع للتنمية الزراعية والأمن الغذائي والدورة الثامنة للمعرض التجاري العربي الإفريقي التي ستستضيفها جمهورية توغو فضلا عن التحضير لعقد المنتدى الاقتصادي العربي الإفريقي المزمع عقده على هامش القمة العربية الإفريقية الخامسة.
في ختام هذه الكلمة، أجدد لكم الإعراب عن سعادتي أن أكون بينكم اليوم ممثلا عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي تجدد بالمناسبة تهانيها لاتحاد المستثمرات العرب باحتفاله باليوبيل الفضي، مُتمنيا أن تكلل جهودكم بالتوفيق والسداد وللاتحاد دوام الإنجاز المثمر تحقيقا لأهداف التنمية الجادة والمستدامة.