'تقاربت قلوبنا رغم أنه كان أكبر منّي بـ٢٢ عامًا إلا أن لغة الورود جمعت بيننا، وجعلتنا نعيش ٣٢ عامًا فى سعادة، لم يجرحني بكلمة، بل كان لي الزوج والأب والأخ، أكرمنى طوال حياته، ولم أشعر بالوحدة إلا بعد وفاته منذ ٨ أعوام' هكذا بدأت تروي 'هدى عبد الموجود' أقدم بائعة ورد في بورسعيد، لـ'أهل مصر' تفاصيل قصتها.
'هدى' بائعة الورد ببورسعيد
قصة حب بدأت بـ'بوكيه ورد'
تقول 'هدى': 'بعد أن حصلت على دبلوم التجارة وكانت أسرتى على قد الحال، أخذت والدتي تبحث لي عن عمل كي أساعد فى الظروف المعيشية الصعبة، وبالفعل ذهبت إلى صاحب كشك الورد فى شارع النصر بمساكن أرض العزب، وهو رجل طيب وسألته أن أعمل لديه، ووافق، وكنت خجولة لم يسمع لي صوتًا أثناء تواجدي فى العمل، وكنت أتابعه وهو يقوم بعمل بوكيهات الورد، وورد الكوشة للأفراح، وتزيين سيارات زفاف العرائس'.
'هدى' بائعة ورد ببورسعيد
وأضافت 'هدى': ذات يوم وجدت الزبائن جاءت تطلب الأوردرات التى جاءت مواعيد استلامها، وفوجئت بتأخر صاحب كشك الورد، فكان لابد أن أقوم بعمل تلك الأوردرات بنفسى، وبالفعل قمت بعملها وكانت صعبة بالنسبة لي، لكنها لاقت إعجاب الزبائن، وحصلت على المبالغ المالية المتبقية لها، وعندما وصل صاحب الكشك فوجئ بي وأنا أعطيه الفلوس، وكان سعيدًا جدًا بي، ومن هنا بدأ يعتمد عليّ في كل صغيرة وكبيرة'.
'كشك الورد' سر سعادتي
وتابعت بائعة الورد: 'أمانتي في العمل كانت سر إعجاب زوجي بي، وكنت سعيدة بأنني أتقاضى راتب شهرى من عملي وكنت أعطيه لوالدتي لمساعدتها ومساندتها فى مصروفات المنزل، وبعد فترة من العمل فوجئت بصاحب كشك الورد يطلب الزواج منّي، ولم أتردد لحظة في الموافقة، رغم فارق السن الذى بيننا، والذى يعتقد البعض أنه فارق كبير ٢٢ عامًا، وتزوجنا وعشت معه أجمل أيام حياتى، كان زوج طيب وحنون وبيعه للورد جعله رومانسي أيضًا، ورزقنا الله بطفل جميل أسميناه محمد، والحمد لله أصبح شابًا وتزوج من تعبنا وعملنا فى كشك الورد، وتوفى زوجى منذ ٨ سنوات، و ترك لى ذكريات جميلة أعيش عليها حتى الآن'.
لغة الورود
وعن عشقها للورد، توضّح 'هدى': 'لكل لون من ألوان الورد معنى، فالورد الأحمر هو رمز للحب الجياش والغيرة، والورد الأبيض يعبر عن الصفاء والنقاء والإخلاص، أما الورد اللبني فهو تعبير عن البهجة، والورد البنفسجي مع الورد الأبيض هو تعبير عن الحب رغم البعد'، متابعة: 'لديّ كراسة أُدوّن فيها عبارات وأشعار عن الحب أكتبها فى الكارت المصاحب لبوكيه الورد'.
مواقف وطرائف 'عيد الحب'
واستطردت: في عيد الحب يكون الإقبال على شراء الورد أكثر من المرتبطين، وأحيانًا يأتى الزوج وكله بهجة ويطلب منّي عمل بوكيه ورد لزوجته معبرًا عن حبه لها، فى حين يأتى آخر يطلب بوكيه ورد ويقول لي'منعا للمشاكل'، مستطردة: 'أقوم بعمل بوكيه الورد حسب إمكانيات الزبون، فهناك زبون يطلب بوكيه غالي الثمن وهناك من يطلب رخيص'.
واختتمت 'هدى' حديثها بقولها: 'هناك أطفال يطلبون منّي وردة لتقديمها لأمهاتهم، وأقوم بتغليفها لهم وأنا في غاية السعادة حينما أسمع منهم أنها لأمهاتهم، فلغة الورد أجمل وأنقى للتعبير عن الحب'.