اعلان

سفيرة كتاب الله.. الطفلة المعجزة «رحاب» تركت قريتها عشان تحفظ القرآن: بشوف أهلي مرة في السنة

الطفلة المعجزة "رحاب"
الطفلة المعجزة "رحاب"

جعلت الآخرة همها وتخلت عن متعة الدنيا الزائلة، وحرصت على الفوز بآخرتها رغم صِغَر سِنها، فلم يكن تفكيرها الشاغل كبقية أقرانها فى هذا العصر في اللهو واللعب والمرح، والاعتماد على الغير، بل فكرت وتدبرت حتى وجدت طريقة تستطيع من خلالها تحقيق حلمها فى الإقبال على ربها ثم تحاول إنجاد أهلها من براثن الأمية والجهل، من خلال عمل تفوز به بالجنة فى الآخرة، فتركت أسرتها وبلدتها ومركزها بل ومحافظتها بالكلية رغم كونها لم تتعدى الـ 12 عامًا من عمرها، وذلك من أجل أن تحقق أمنيتها بحفظ كتاب الله، وتعود لأهلها وأهل بلدتها وتعلمهم ما أتقنته وما هم محرومون منه منذ مئات السنين.

الطفلة المعجزة رحاب

المحاربة الصغيرة

تروي الطفلة المعجزة رحاب عوض، ابنة قرية الحلفاية بحري التابعة لمركز ومدينة نجع حمادي بـ محافظة قنا، لـ'أهل مصر' رحلة قدومها إلى محافظة الأقصر من أجل تعلّم وحفظ القرآن الكريم، قائلة: 'إنني من العرب ولا يوجد لدينا كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم في بلدتنا، ولا أحد يهتم بذلك، وذات يوم سمعت أحدًا يتلو القرآن بصوت جميل، فتمنيت حفظه وظلّت الفكرة تكبر بخاطري وكلما أُحاول أن أُنفذُّها ظروف بلدتنا لا تُساعدني فبحثت كتيرًا عن كتاتيب فلم أجد، وتحولت الفكرة إلى حلم كبير يزداد بداخلي يومًا بعد يوم، حتى أصبح شُغلي الشاغل هو كيف أجد طريقة لأحفظ بها كتاب الله'.

الطفلة رحاب

رحلت من قنا إلى الأقصر لحفظ القرآن الكريم

وتُضيف الطفلة صاحبة الإرادة الحديدية، أن 'جدّها يُقيم بحاجر المساوية، التابع لمركز ومدينة إسنا جنوب الأقصر، فعندما ذهبت إليه لزيارته ذات يوم مع أسرتها، علمت من أحد أقاربها هناك أنه تم افتتاح مكان لتحفيظ القرآن لديهم، ويُحفّظ فيه الشيخ الدكتور هشام عبد الرازق مجانًا، دون أن يتعاطى أي أجر'، مضيفة أنها توجهت على الفور لأسرتها وأخبرتهم أنها وجدت الوسيلة التي تساعدها على تحقيق حلمها، وأخذت تقنعهم بأنها ستمكث فى منزل جدّها لحفظ القرآن الكريم، وبعد عدة مناقشات نجحت فى إقناعهم وبدأت تذهب إلى الكُتّاب يوميًا وأخبرت شيخها بمدى حبها للقرآن فساعدها وشجعها على حفظه حتى جلعها تنجح فى حفظ أكثر من 25 جزءً فى ظرف عامٍ ونصف العام، ولا يتبقى أمامها سوى شهر واحد حتى تتم ختمتها الأولى للقرآن الكريم.

كُتّاب تحفيظ القرآن الكريم

تحفظ 10 صفحات يوميًا من القرآن

وتابعت الطفلة المعجزة، أنها تحفظ 10 صفحات يوميًا من القرآن بإتقان، وأنها تجعل معظم وقتها للحفظ فقط، وبقية يومها لمذاكرة دروسها، حتى لا تُقصر فى دراستها، فضلًا عن حفظها لمتن 'تُحفة الأطفال'، و'الأربعون النووية' التي يُعلّمها لهم شيخهم بالكُتّاب، لافتة إلى أنها لا تزور أسرتها ولا بلدتها سوى مرة واحدة فى العام، حتى لا تتراكم عليها ألواح الحفظ وتتأخر فى ختم كتاب ربها عن المدة التي تتمنى أن تختتم فيها حيث أنها تبذل قصارى جهدها فى الحفظ من أجل تحقيق أمنيتها ثم العودة إلى أهلها والاستقرار بينهم لنقل العلم والحفظ إليهم.

الطفلة رحاب

'أُمنيتي العودة لبلدتي لنقل إليهم ما تعلمته'

واستطردت الداعية الصغيرة، أنها تحلم أن تتقن حفظ القرآن عقب ختمه كاملًا، كي تستطيع افتتاح مكتب تحفيظ بقريتها بمحافظة قنا، كي تُعلّمه للصغار والكبار، وتنقل إليهم ما تعلمته وما حفظته بإتقان، قائلة: 'نفسي أنقل حفظي وعلمي بأمور ديني لأهل بلدي بالحلفاوية بنجع حمادي، ليس للمواطنين هنا، لأن هنا زملائي سيواصوا المسيرة وهم عددهم كبير، أما فى بلدتي لا يوجد أحد غيري ويجب عليّ أن أواصل مسيرتي هناك وأُعلّم أجيال يكملوا المسيرة بعدي وننشر حفظ القرآن وحبه فى بلادنا، ولا نجعل الأطفال والكبار محرومين من حفظه كما هو حالهم الآن، لأنه ليس الجميع يغادر بلده بسهولة مثلي من أجل الحفظ وتعلّم أمور الدين'.

الطفلة رحاب

الطفلة المعجزة: 'حبّي للقرآن مغروس بداخلي منذ صغري وسعيدة بتحقيق حلمي'

واستكملت: حبي للقرآن ده شيء مغروس بداخلي منذ الصغر، والشيخ طارق اللي بيحفظنا حبّبنا فيه أكتر بدعمه المستمر وتشجيعه لنا وعدم تعاطيه منا أي أجر، وتعليمه لنا حتى 'الأربعون النووية، وسلسلة الإعراب، وأعرف دينك، ومتن تحفة الأطفال'، وهو أول من اكتشف موهبتي أيضًا فى الإنشاد الديني، مؤكدة شعورها بتغيير حياتها للأفضل منذ بدايتها فى حفظ القرآن، والسعادة تغمر حياتها يوميًا.

د. هشام عبد الرازق، مُحفّظ القرآن الكريم بالكُتّاب

الطفلة المعجزة للفتيات: احفظن القرآن وعلموه للأجيال

واختتمت الطفلة 'رحاب' حديثها، بقولها: 'أُوجّه نصيحة للبنات والفتيات بـالأقصر وفي كل مكان ولكل الناس أن يتعلمن القرآن ويعملن على تعليمه للأجيال ويجعلن نيتهن خالصة لله تعالى حتى يُكرمهن الله، ويَحذرن من جعل نيتهن من أجل الناس كي يُقال عليها شيخة، بمعنى أن تُحفِّظ القرآن كي يُقال عليها شيخة، فالله لا يقبل منكِ هذا العمل، لكن عندما تكون النية خالصة لله سيتقبل الله ذلك العمل وسيوفقكِ فيه إن شاء الله'.

الطفلة رحاب

WhatsApp
Telegram