أشاد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بجهود مركز التوثيق الحضاري والطبيعي والذي لمسها منذ توليه مهام إدارة المكتبة، موضحًا أن المكتبة تهدف إلى التوسع في توثيق التراث المادي وغير المادي، من أجل هدف أعلى وهو وضع خريطة لمصر بها تصنيفات عن الحرف والإبداعات الحديثة.
أحمد زايد: نسعى لتوثيق إبداعات المصريين في كل قرية
وأشار 'زايد'، إلى أنه قدم قبل عدة سنوات ورقة بحثية بعنوان 'التدفقات من أسفل' لعرض إبداعات المصريين في القرى والمدن التي لا يعرف عنها الكثيرين شيئًا، وهذه الإبداعات ليس فقط في الحرف اليدوية، مضيفًا أن المكتبة تسعى للبحث عن هذه التدفقات في كل قرية والخطوة الثانية ستكون النزول إلى هذه القرى لتوثيق التراث والإبداع.
عقد جلسة "حماية التراث المادي وغير المادي"
وجاء ذلك خلال عقد جلسة 'حماية التراث المادي وغير المادي'، اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات مؤتمر 'المثقفون والثقافة.. آفاق جديدة'، والذي امتد على مدار يومين.
وفي بداية حديثه؛ أكد الدكتور مصطفى جاد، خبير في التراث اللامادي بمكتبة الإسكندرية وعميد المعهد العالي للفنون الشعبية، إن مصر على على علاقة وثيقة بالتراث وهي جزء من التراث العالمي لارتباطها باتفاقية التراث العالمي المادي التي وقعت عليها عام ١٩٧٢، حيث تم توثيق ٧ مواقع، كما وقعت على اتفاقية التراث الثقافي غير المادي عام ٢٠٠٥، وتشمل ٥ موضوعات وهي؛ التراث الشفهي، الممارسات والاحتفالات، الطبيعة، فنون الأداء الشعبي والمهارات والحرف.
وأوضح 'جاد'، إن صون التراث المصري محمي بموجب الدستور المصري وليس مجرد قانون، وهناك الكثير من التجارب لحماية التراث، مضيفًا 'حتى الآن ورغم حجم التراث المادي وغير المادي الضخم الذي تمتلكه مصر، إلا أنه لا يوجد وسيلة جمع كل هذا التراث في وسيلة واحدة'.
وأشار 'جاد'، إلى أن العديد من المبدعين ليس لديهم علم بمجهود بعض الهيئات العاملة والمهتمة بحفظ التراث المصري من متاحف ومعارض وغيرها، نتيجة لعدم التواصل بين هذه الجهات وكذلك المتخصصين في المجال المادي واللامادي.
فيما أوضح الدكتور أيمن سليمان؛ مدير مركز التوثيق الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية، إن مركز التوثيق بمكتبة الإسكندرية يهتم بالتراث المصري على مر العصور، ويعمل بشكل أساسي على المحتوى الموثق ولدينا مخزون من قواعد البيانات، مضيفًا أن التراث الطبيعي وغير المادي هما أكثر فرعين لا يحصلون على الاهتمام الكافي على الرغم من التراث الكبير الذي تمتلكه مصر في المجالين.
"سليمان": إن توثيق التراث غير المادي أكثر صعوبة من التراث المادي
وأكد 'سليمان'، إن توثيق التراث غير المادي أكثر صعوبة من التراث المادي، نظرًا للتقلبات والاختلافات الكبيرة والمتسارعة التي تشهدها، مشيرًا إلى أن المركز نجح في إنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية لمجموعة من الحرف والصناعات والمهن عبر العصور، حيث تم جمع وتوثيق ٣٧ حرفة وصناعة ووضعها على ١٣٦ موقع على الخريطة، ومن المخطط الوصول إلى ١٠٠ حرفة خلال ٦ أشهر.
ولفت 'سليمان'، إلى أن المركز يعمل حاليًا على توثيق الحلى في مصر القديمة، وكذلك مشروع حوائط المعرفة وربطها بتطبيق على الهاتف المحمول حيث يتيح المعلومات بشكل سهل وبسيط، مشددًا على أن المركز يحرص على التواصل مع الشباب وطلاب المدارس، ومن خلال تطويع التكنولوجيا لخدمة مجالات التراث المختلفة.
ومن جانبه؛ أشار الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، إلى تجربة متحف المخطوطات التي بدأت عام ١٩٩٦، ونجح حتى الآن في توثيق ما يقرب من ١٢٠ ألف عنوان من جميع أنحاء العالم، ٩٩٪ من هذه المخطوطات تم توثيقها رقميًا، كما أن المتحف يمتلك أكبر معمل ترميم في الشرق الأوسط ويستقبل متدربين من دول مختلفة.
جدير بالذكر؛ إن الجلسة شهدت مداخلات حوارية من المشاركين للخروج بتوصيات حول المناقشات التي جرت.