اعلان

رأس مالهم صحتهم.. عمال التراحيل بالشرقية: ننتظر "لقمة العيش" بالأيام

عمال التراحيل
عمال التراحيل
كتب : مي كرم

ينتقلون يوميًا في الصباح الباكر من مسقط رأسهم بقري مركز ههيا متجهين إلى أرصفة شوارع مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، بحثًا عن 'لقمة العيش' يفترشون قطع بلاستيكية للجلوس عليها ينتظرون لساعات في فصل الشتاء القارص وحرارة الصيف، لمن يحنو عليهم ويطلبهم للعمل في البناء أو تنظيف الحدائق والمنازل وغيرها من الأعمال الشاقة التي يعيشون عليها طوال حياتهم، ليعودون في نهاية اليوم ببضع جنيهات معدودة بالكاد تكفي لسد احتياجات ومتطلبات أسرهم، وفي بعض الأحيان يعودون لمنازلهم دون عمل.

عامل تراحيلعمال التراحيل

عمال التراحيل

'رأس مالهم في صحتهم ومهنتهم والمقطف والفأس أدواتهم للحصول علي قوت يومهم'، تتوحد ملامح وجوههم وهيئتهم في الفقر والحاجة حتي أحلامهم البسيطة بأن يحيوا حياة كريمة، حيث أن نسبة كبيرة منهم محرومون من الحماية الإجتماعية بكافة أنواعها، إنهم العمالة غير المنتظمة أو'عمال التراحيل'.

عمال التراحيلعمال التراحيل

حياة كريمة

بوجه شاحب وبصوت خافت، ودموع تكاد تذرف من عيون رجل ستيني خط الشيب رأسه ورسمت خطوط الزمن تجاعيد وجهه، سرد 'نصرالله محمد السيد' من قرية العواسجة التابعة لمركز ههيا، لـ'أهل مصر'، أنه يقطع مسافة 13 كيلو مترًا من قريته يوميًا سعيًا وراء مصدر رزق للعيش منه هو وأسرته حياة كريمة، لافتًا إلى أن حركة العمل تسير بشكل ضعيف وفي بعض الأحيان منعدمة تمامًا، قائلاً : 'في أيام بتعدي علينا مافيش شغل وبنروح بيتنا زي ما طلعنا والحركة واقفه عشان شغل المعمار بقي قليل'.

وأشار الرجل الستيني، إلى أن زوجته مريضة ومصابة بشلل منذ عدة سنوات وتسير زحفًا علي الأرض، وتعاني من مرض السكر وتحتاج إلي إجراء عملية جراحية تقدر قيمتها بنحو 7 آلاف جنيه، لافتًا إلي أنه يقطن داخل منزل بسيط عبارة عن غرفتين من الطوب اللبن ولديه ولدان لم يستطع تزويجهم لضيق ذات اليد 'نفسي في حتة بيت يسترنا وننام مطمنين وأجوز ولادي في شقة بس مفيش أي دخل خالص'.

مناشدة للرئيس عبدالفتاح السيسي

وأضاف الرجل الستيني، أنه يعاني من آلام بقدميه ناتجة عن إصابة عمل منذ عدة سنوات أثناء عمله في أعمال البناء جعلته عاجرًا عن قبول الأعمال الشاقة التي تُزيد من الشعور بها أثناء حمل أشياء ثقيلة، مناشدًا الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالنظر إلي ظروفهم المعيشية لتحسين أوضاعهم 'نفسي الرئيس يبصلنا ويسمعنا ويبص لوضعنا'.

العمل باليومية

'ياتري هلاقي شغل ولا مش هلاقي' جملة تتردد في ذهن 'محمد شحاته' 58 عامًا، في صباح كل يوم قبل لحظة خروجه من منزله متوجهًا لأحد أرصفة المدينة، لافتًا أن يومية العمل تتراوح في اليوم من 100 إلي 150 جنيها حسب العمل والمدة، حيث أنه يعمل في تنظيف المنازل والحدائق، مشيرًا إلي أن زوجته تساعده في العمل باليومية من أجل التخفيف عن كاهله في ظل الأعباء المعيشية الصعبة، لافتًا إلي أنه يحتاج إلي معاش شهري' نفسي في المعاش بس ونحمد ربنا علي كده اننا عايشين ومش عايز اشتغل تاني لاني مبقتش قادر وصحتي مش زي الأول لاني عندي الغضروف ومش عايز حاجة تاني'.

التقط طرف الحديث أحد العمال والذي رفض ذكر اسمه، أنه منذ فترة ظل لمدة 6 أشهر لم تدخل 'اللحمة' منزله بسبب انعدام فرص العمل قائلاً: 'خلال تلك الفترة أخرج كل يوم من المنزل أنتظر علي أحد أرصفة المدينة وأنتقل من مكان لآخر بحثًا عن من يحتاج إلي عامل وفي بعض الأحيان أطلب من أصحاب المحال التجارية، مضيفًا أنه لديه ولد واحد فقط لم ينجب غيره، مختتمًا حديثه بأنه يتمني أن يعيش حياة كريمة مع أسرته بعيدًا عن حياة الشقاء التي انخرط فيها منذ الصغر.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً