أكدت الدكتورة درية شرف الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن الفن لا ينتج في فراغ ولكن من خلال محيط يتكون من سياسة وثقافة، موضحة أن أي تغيرات في المجتمع تؤثر على الإنتاج الفني.
جانب من الندوة
الجمهور يتدخل في شروط إنتاج السينما
وجاء ذلك خلال الحوار الثاني من منتدى «حوارات الإسكندرية» الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان 'السياسة والفن: علاقات جدلية وسياقات مشتركة'.
وأشارت 'شرف الدين' إلى أن الجمهور يتدخل في شروط إنتاج السينما فهو يتحكم في نوعية السينما لأنه يقوم بدفع اموال مقابل المشاهدة، والجمهور المصري يبحث عن نفسه داخل العمل الفني.
وشددت 'شرف الدين' على أهمية أن تظل هناك رقابة على الإنتاج السينمائي لما لها من خطورة لأنه يجمع بين الصوت والصورة ويتغلغل في عقول المشاهدين.
وقالت إن القوانين الرقابية تعبر عن السلطة السياسية فالدولة تتدخل في صناعة الأفلام عبر المحظورات الرقابية ويظهر مدي حرية المجتمع من القوانين الرقابية الموضوعة.
الحوار بمشاركة درية شرف الدين وأشرف زكي
افتتح الحوار الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والناقدة السينمائية الدكتورة درية شرف الدين؛ رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، والدكتور أشرف زكى؛ نقيب المهن التمثيلية، وستدير الحوار الدكتورة نيفين مسعد؛ أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وذلك بحضور مجموعة من كبار المتخصصين على المستويين الأكاديمي والفني، للنقاش حول قضايا السياقات المشتركة والعلاقات الجدلية بين السياسة والفن.تُثار فعاليات الحوار حول العلاقة بين السياسة والفن، فعندما تلتقي السياسة بالفن يُثار النقاش بين المسموح والممنوع، بين الشرعية والخروج عن المألوف، بين الولاء والتحرر... فالعلاقة بين المجالين علاقة جدلية تثير مجموعة من التساؤلات خاصة مع ما يشمله الدستور المصري من نصوص تضمن حماية الإبداع بكافة صوره وأشكاله، وما تدركه الدولة من مخاطر الانفلات الفني الذي يُستخدم في أشكال الحروب الحديثة غير العسكرية.
تطويع الفن في تطوير وتهذيب الأخلاقيات داخل المجتمع
وأضافت المكتبة خلال البيان الصادر عنها 'فإلى أي مدى يمكن تطويع الفن في تطوير وتهذيب الأخلاقيات داخل المجتمع بما لا يتنافى مع القيم والثوابت الراسخة التي أفرزتها العادات والتقاليد عبر العقود الفائتة؟ وكيف يمكن توظيف الفن المصري من أجل التصدي لموجات الغزو الفكري والأيديولوجي التي تستهدف المجتمع وتهدد هويته؟ هل يعكس الفن القضايا السياسية المختلفة ويسلط الضوء عليها، أم يتنبأ بها ويطلق أجراسا للإنذار المبكر؟ تلك أسئلة مطروحة للنقاش خلال الحوار الثاني من المنتدى'.والجدير بالذكر أن سلسلة منتدى 'حوارات الإسكندرية' دشنته مكتبة الإسكندرية في نوفمبر الماضي بمبادرة من الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وهو عبارة عن «لقاء دوري» يتم من خلاله استضافة قامات سياسية أو ثقافية أو فكرية، على أن يكون حوارًا مفتوحًا مع الجمهور لمناقشة كل ما يتعلق بالشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، تأكيداً على دور مكتبة الإسكندرية في أن تكون همزة الوصل بين مسئولي ومثقفي الدولة والجمهور، ومد جسور التعاون بين أركان الحركة الثقافية المصرية، والمشاركة في استشراف سياسات مستقبلية، وذلك في إطار توجه الجمهورية الجديدة إلى إعلاء قيم ومبادئ الحوار الوطني الذي يُعد بمثابة خطوة مهمة في عملية شاملة، تهدف إلى بناء الاستقرار سواء في الداخل أو الخارج، والتأكيد على تنشئة جيل جديد يتمتع بالشخصية المنفتحة والعقل المستنير والحس الناقد الحر، ويؤمن بثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر.