حصلت أهل مصر على حيثيات الحكم في القضية رقم 816 لسنة 2022 جنايات بورفؤاد ثان، والمقيدة برقم 1564 لسنة 2022 كلي بورسعيد، والصادر بجلسة 18 /2 /2023، والمعروفة إعلاميًا بقاتلة أمها بمساعدة عشيقها ببورسعيد.
حيثيات الحكم
وتضمنت أسباب حكم الإعدام، أن المتهمة اعترفت بارتكابها للواقعة في تحقيقات النيابة العامة، وبجلسة المحاكمة أمرت المحكمة بتلاوة أمر الإحالة، ومثلت المتهمة بشخصها واعتصمت بالإنكار، والنيابة العامة ممثلة في عضوها الحاضر بالجلسة شرح ظروف الدعوى وملابساتها كما وردت بالأوراق في مرافعة شفوية تفصيلية منه انتهى فيها إلى طلب توقيع أقصى العقوبة الواردة بأمر الإحالة طبقًا للقيد والوصف، والثابتة بقائمة أدلة الثبوت وقدم مذكرة للمرافعة التي أدلى بها فندتها المحكمة.
وأوضحت حيثيات الحكم، أن المدعيين بالحق المدني ورثة المجني عليها أشقائها بشخصهم وبوكيل معهم مثلوا وادعوا مدنيًا بملغ مائة ألف وواحد جنيه على سبيل التعويض المدنى المؤقت قبل المتهمة، وطلبوا القضاء بطلباتهم، وانضموا للنيابة العامة في طلباتها بطلب توقيع أقصى العقوبة على المتهمة.
عقدا العزم وبيتا النية على قتلها
وثبت للمحكمة ووقر في وجدانها أن نورهان خليل محمد عبدالله بدائرة قسم شرطة بورفؤاد ثان محافظة بورسعيد، قتلت وآخر طفل لم تجاوز سنه خمس عشرة سنة، والدتها المجني عليها داليا سمير السيد قطب الحوشي، عمدا مع سبق الإصرار، بأن عقدا العزم وبيتا النية على قتلها حتى لا تفضح أمر علاقتهما الأثمة التي أحاطت بها، وأعد الطفل لذلك مطرقة وعصا خشبية مثبت فيها مسامير، وتوجه بهما في الميقات الذي حدده المتهمان إلى بيت المجنى عليها والمتهمة.
وبعدما أيقنت الأخيرة خلو البيت من أحد عدا والدتها، مكنت المتهم من دخوله بترك بابه مفتوحًا كاتفاقهما ودلته على عرفة نوم المجني عليها، فباغتها بضربتين بالعصا فاستيقظت من نومها وفرت تستغيث فلحقاها وطرحها الطفل أرضًا، وقيد حركتها ثم حاولا قتلها بحرق جسدها بماء ساخن وضربها بالمطرقة على رأسها ووجهها ونحرها بسكين غير مشحوذ، فلما أخفقت محاولاتهما أحضرت المتهمة للطفل كأسًا زجاجيًا كسره وطعن به المجني عليها عدة طعنات في عنقها قاصدين إزهاق روحها فأحدثا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها على النحو المبين بالأوراق.
وسرقت والطفل المذكور ليلًا هاتفًا محمول المبين وصفًا بالأوراق والمملوك للمجني عليها من داخل بيتها محل الجريمة السابق وصفها على النحو المبين بالتحقيقات، وحازت وأحرزت والطفل المذكور أسلحة بيضاء سكين وأدوات تستخدم في الاعتداء على الأشخاص مطرقة، وعصا مثبت بها مسامير وكأس زجاجي، دون أن يكون لحملها أو إحرازها أو حيازتها مسوغًا قانوني أو من الضرورة المهنية أو الحرفية.
إشباع رغبتها المحرمة وممارسة الرزيلة
وبجلسة 14/1/2023، قررت المحكمة وبإجماع الآراء إحالة أوراق القضية للمفتي لإبداء الرأي الشرعي في شأن المتهمة عملًا بنص المادة 381/2 إجراءات جنائية، وحددت جلسة للنطق بالحكم.
وأودع المفتي رأيه المؤرخ في يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر رجب لسنة 1444 هـــ والموافق الرابع عشر من شهر فبراير لسنة 2023، وخلص فيه إلى إنه متى كانت الدعوى قد أقيمت بالطرق المعتبرة قانونًا قبل المتهمة نورهان خليل محمد، ولم تظهر في الأوراق شبهة تدرأ القصاص عنها كان جزاؤها الإعدام قصاصًا لقتلها والدتها المجني عليها داليا سمير السيد قطب الحوشي عمدًا جزاءً وفاقًا.
ولما تقدم وكانت المتهمة رغم أنها في مستقبل العمر، استرخصت روح أمها المجني عليها لأحط باعث، وهو إشباع رغبتها المحرمة وممارسة الرزيلة مع الطفل إلى الحد الذي أضمرته في نفسها الدنيئة على قتل المجني عليها التي لا حول لها ولا قوة للتخلص من أمها وبلا رحمة أو شفقة فقتلتها عمدًا مع سبق الإصرار، وكل ذلك نتج عن شخصية شريرة غير سويه انتزع من قلبها الرحمة والشفقه.
ولم تراع المتهمة الله في المجني عليها دون أن يشفع لها خوف من خالق أو حساب وبغير ذنب جنته المجني عليها أو أهليتها وذويها من أن المتهمة استبدت بها الوحشية إلى أقصى درجاتها، ولم ترحم ضعفها وطلبها بإلحاح تركها دون قتلها على مسرح الواقعة، وإذ كان هذا حال المتهمة، فإن المحكمة وبإجماع الآراء رأت أن القصاص منها حق وأن الجزاء المناسب للجرائم التي ارتكبتها وأدانتها عنها وأعمالًا بالمقرر في مواد العقاب سالفة الذكر إعدامها وإعمال كلمة القانون في شريعة الأرض مثلها في شريعة السماء وهو ما تقضي به المحكمة.