تستقبل مدينة قنا في الليلة الختامية لمولد سيدي عبدالرحيم القنائي الآلاف من المواطنين الذين يشاركون في حلقات الذكر ومدح الرسول احتفالًا بمولد أسد الرجال داخل مسجده ومقامه، في أجواء مليئة بالحب والفرح والسرور.
الألعاب
ألعاب وحلوى ومراجيح
وفي خارج المسجد نجد مشهد مختلف، حيث تتحول المنطقة المحيطة بالمسجد بأكملها لسرادقات مليئة بالباعة الجائلين، لبيع أنواع وأشكال مختلفة من الحلوى والفول السوداني والسمسمية والفولية والحمصية، وبائعي الألعاب والطرابيش والزمامير، بالإضافة إلى تحول استاد قنا الرياضي إلى مكان للألعاب الشعبية والمراجيح والملاهي ولعبة القطار وحلقات البنادق، وباعة العصي.
المراجيح
من هو سيدي عبدالرحيم القنائي
ولد السيد عبدالرحيم القنائي عام 521هـ / 1127م بمدينة ترغاي بإقليم سبتة بالمغرب، وتعلم على يد والده، وحفظ القرآن في الثامنة من عمره، وتوفي أباه وهو في الثالثة عشر من عمره، وصعد المنبر وخطب بالمسلمين وتعلم الفقه والحديث ببلاد المغرب وهو في عمر الرابعة عشر، ثم حلّ محل والده، وأمضى خمس سنوات معتليًا منبر الجامع يُعلم الناس ويعظهم بأسلوبه الخاص الذي يُبكي الروح والعين، قبل أن تناديه مكة فيشد إليها الرحال خلال موسم الحج العاشر.
الألعاب
والتقى القنائي بالشيخ مجد الدين القشيري القادم من مدينة قوص عاصمة صعيد مصر آنذاك، منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، وأقنعه القشيري بأن يستقر في مصر، فوافق عبدالرحيم على الرحيل إلى مصر بصحبة القشيري، الذي كان إمامًا للمسجد العمري بقوص، وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه، وذلك في عهد الخليفة العاضد لدين الله آخر خلفاء الدولة الفاطمية.
الحلوى
بعد ذلك فضٌل عبدالرحيم الانتقال إلى مدينة قنا، تنفيذًا لرؤى عديدة أخذت تلح عليه في الذهاب إليها والإقامة بها، فقوص ليست بحاجة إليه، فبها الكثير من العلماء والفقهاء، فاستقر بمدينة قنا، وعينه الأمير الأيوبي العزيز بالله شيخًا لمدينة قنا، وعُرف منذ ذلك الوقت بـ عبدالرحيم القنائي، وأنشأ له مسجدًا في عام 1136م، ثم قام الأمير همام بن يوسف الهواري أمير الصعيد آنذاك بتوسعته وأوقف عليه أوقافًا زادت من مساحته وفرشه، وفي عهد الملك فاروق أُعيد بناؤه عام 1948م، حيث أمر بإزالة المبنى القديم وإعادة بنائه مع وجود الضريح داخل المسجد.