منذ قرابة الـ 50 عامًا، اعتادت سيدة الكنافة أن تقف داخل شادر صغير بجوار منزلها بمدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية، تفوح منه رائحة الخير والبركة، لصناعة الكنافة البلدي، وذلك إحتفالاً بشهر رمضان المبارك ، وتعلمت المهنة حتى احترفتها من حماتها وبدأتها منذ أن كانت في 14 من عمرها، واهتدت لمواصلة العمل بها لتُحافظ على إرث المهنة وتاريخ أسرتها في صناعة بهجة الشهر الكريم، مُعتمدة على أناملها الساحرة التي ببراعة تُتقن صناعة الكنافة على الصاج الحديدي.
صناعة الكنافة
نصف قرن بترش كنافة.. «زينب» ملكة الكنافة البلدي في المنوفية تُحيي مهنة والدها
ومع بزوغ نهار أول يوم من الشهر الكريم، تستيقظ زينب عزب صاحبة الـ 62 عامًا من نومها في تمام السادسة صباحًا لتبدأ قصة كفاحها بتجهيز عجينة الكُنافة، لتبدأ يومها بصُنع الكنافة البلدى برائحتها الذكية ومذاقها الشهي.
سيدة صناعة الكنافة
'اتعلمتها بالوراثة من حماتي وأبويا والناس عرفتنا بالكنافة البلدي'.. بهذه الكلمات بدأت السيدة زينب عزب، حديثها لـ'أهل مصر '، فقالت إنها امتهنت صناعة الكنافة البلدى منذ 48 عامًا.
وبدأت في مساعدة والدها ومن ثم حماتها فى إعداد الكنافة عند افتتاحهم للمشروع في مدينة شبين الكوم، مشيرة أنها أصرت على الوقوف بجانب زوجها وحماتها حتى تعلمت أسرار المهنة بل وإحترفت المجال أيضًا وعلمته لأبنائها وأحفادها لتكن مهنه بجوار أعمالهم معه صناعة الكنافة البلدي في شهر رمضان والأعياد بعد وفاة حماتها ومرض زوجها.
سيدة صناعة الكنافة
وأوضحت أن حفاظهم على صناعة الكنافة البلدي، مرتبط بتعلقهم وحبهم الشديد للمهنة التى يعملون بها في المواسم والأعياد، وذلك ليضفوا البهجة والروحانيات الجميلة على نفوس الأهالي والأطفال، مشيرة إلى أنهم لا يشعرون ببهجة رمضان إلا بوضع الخيم الرمضانية وتجهيز الأفران وعجينة الكنافة وصناعتهما بالوقوف لساعات طويلة منذ ساعات الصباح الباكر مُمسكة بـالكوز الذي ينسدل من فتحاته خيوط الكنافة السائلة والتي سرعان ما تتم صناعتها وتنتشر رائحتها في الحي بمجرد أن تلمس صينية الصاج الساخنة، فضلاً عن رؤية سعادة الأطفال التي تظهر على وجوههم أثناء إعداد الكنافة الرمضانية.
صناعة الكنافة
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
